وقفة

جولدا مائير والسويس

أسامة شلش
أسامة شلش

ستظل معركة السويس والأربعين فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ رمزًا لانتصار وقهر المستحيل، فعلى أبواب تلك المدينة الباسلة الصامدة، أكد أبناء مصر من رجال الجيش والمقاومة الشعبية هزيمة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وعند مساء اليوم الرابع والعشرين من شهر النصر أكتوبر كان الأبطال قد أجهزوا على كل دبابات ومجنزرات العدو الإسرائيلية الذى حاول دخول المدينة وقتل كل أفرادها أو أسرهم ولم يستطع العدو دخول السويس.

العدو كان قد حاول دخول الإسماعيلية قبل ذلك بعد أن أقام الثغرة فى الدفرسوار ولكنه فشل، فى أبو عطوة ونفيشة ودمرت دباباته بواسطة الصاعقة المصرية، فأسرع رغم صدور وقف إطلاق النار لكسب أى أرض وظن أن السويس سهلة المنال وفرصة للشو الإعلامى الكاذب المعنوى باحتلال المدينة ولكن كانت المدينة على موعد لتأكيد الانتصار فى معارك ضارية اتحد فيها الجيش والشعب وواجهوا الخطر وانتصروا ودمروه.

العدو كان يستعد لدعوة العالم لمشاهدة دخول السويس واحتلالها، خاصة فى منطقة الزيتية وأسرعت رئيسة وزراء الكيان الصهيونى جولدا مائير ووزير دفاعها موشيه ديان وحشد من المراسلين والصحفيين إلى مشارف السويس والتقاط الصور فى منطقة خارج السويس مدعين دخول المدينة ولكن ظهر كذبهم وادعاؤهم وشغلهم وأعلنت مصر صمود السويس وانتصار أبنائها وفشل العدو فى احتلالها رغم الحصار الكامل وفشل تماما حتى تم الانسحاب بعد مباحثات الكيلو ١٠١ بإشراف الأمم المتحدة.

معركة السويس كانت ملحمة كبرى كشفت كذب العدو وأكدت كسر ذراع إسرائيل الطويلة وكذب الادعاء بأن جيشهم لا يقهر، ومن منا لا يتذكر الحديث الذى دار بين بطل النصر الشهيد البطل أنور السادات صاحب قرار العبور واللواء أحمد بدوى قائد الجيش الثالث الميدانى فى الحرب والذى حاصرته إسرائيل ليسأله فى جلسة التكريم التى كانت فى مجلس الشعب لأبطال النصر فى بداية عام ١٩٧٤وبعد انسحاب إسرائيل، ووجه له الحديث بصفته القائد الأعلى قائلًا «اللواء بدوى، هل استسلمت السويس،» ويجيب لا يا فندم السويس لم تستسلم ولكنها صمدت وحطمت العدو الذى حاول دخولها»

تحية لأبطال النصر جيشًا وشعبًا وتحية خاصة للسويس فى عيد انتصارها.