أخر الأخبار

لمنعه من بيع المخدرات أمام منزلها.. ممرضة السلام فقدت عينها على يد مسجل خطر

الضحية قبل وبعد الحادث
الضحية قبل وبعد الحادث

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

 إدمان المخدرات أوالإتجار فيها يقود أصحابها لسلوكيات خاطئة وغير قانونية، لأجل الحصول على الأموال والإنفاق على المزاج بغير حساب حتى لو وصل الامر لإيذاء أبرياء والتعدي عليهم بالضرب وانتهاك حرية الآخر مهما كانت الصلة التي تربطهم دون انتباه مرتكبي هذه الوقائع  لمصير ضحاياهم وهذا ما حدث في واقعة السلام التي نحن بصددها الآن؛ جرت احداثها أمام البلوك رقم 72 بمنطقة اسبيكو،تناسى فيها المتهم 19 سنة علاقة الجيرة بينه و»المجني عليها» وأسرتها لسنوات وقاده إدمانه وبيعه المخدرات الى التعدي على الفتاة وافراد اسرتها بالألفاظ والشتائم البذيئة وإشهار السلاح في وجههم ورشقهم بالحجارة بمنتهى الوحشية والخسة؛ لرفض المجني عليها بيعه المخدرات امام منزلهم ومحاولتها تصويره اثناء  بيع السموم؛ تشابك معها ودارت مشادة بينهما أسفرت عن فقدان عينها اليسرى وإحداث  عاهة مستديمة لها، ما الذي دار هناك؟،  تفاصيل الجريمة في السطور التالية.

  زينب رمضان مصطفى 30 سنة، جميلة الملامح على خلق، تسعى وراء لقمة العيش، تعمل ممرضة، فهي بحق اسم على مسمى،اعتادت الذهاب لعملها يوميا في تمام الساعة الثامنة مساء وتعود في الثامنة صباحا، حسب طبيعة عملها بمستشفى السلام العام، تقيم بجوار محل عملها مع أسرتها المكونة من أب عامل بإحدى الشركات وأم ربة منزل وشقيقان، كما أنها أم لطفلة 9 سنوات هي المسئولة عن الانفاق عليها بعد انفصالها عن زوجها قبل أربعة أعوام، الجميع يعرفها ويتحدث عن مساعدتها للجميع قدر المستطاع ولكن في لحظة صارت زينب تواجه مصيرًا مجهولا، لم يخطر ببالها يومًا انها سوف تفقد عينها على يد جارها، الذي نصحته كثيرًا وكانت تعتبره مثل شقيقها بالتوقف عن تعاطي وبيع المخدرات وتحثه على علاقة الجيرة التي تربطهما وألا يقطعها ولكن في نهاية المطاف لم يستمع للنصيحة وتمادى في بيع السموم أمام منزلهم، فطلبت منه كثيرا الابتعاد عن بيع المخدرات امام البيت، لكن دون فائدة، فلم يكن امامها إلا أن تتصدى له وشقيقها؛ هددته بالإبلاغ عنه لكنه لم يرتدع منصرفا بعيدًا وتوالت بعدها الأحداث مريرة.

الجريمة

  قبل الواقعة بنصف ساعة وقبل خروج زينب الى عملها كعادتها كل يوم، وكانت الساعة وقتها السابعة مساء؛ خرج شقيق المجني عليها الأصغر من البيت، ففوجئ بالمتهم شارعا ببيع المخدرات على المدمنين وارباب السوابق معتادا منذ شهور، فطلب منه شقيقها الابتعاد عن منزلهم وحذره بعدم الوقوف امام البيت، لكن المتهم وفي تحدِ وجه لشقيق المجني عليها تهديدًا معه تطور الأمر الى شجار؛ هنا تدخلت زينب المجني عليها وتجمع الأهالي وفضوا الاشتباك  وغادر المتهم المكان متوعدًا، وانصرف شقيق المجني عليها الى عمله، ودخلت زينب بيتها، ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد؛ بعد نصف ساعة عاد «نور. ا»المتهم 19 سنة الى منزل المجني عليها مشهرًا سلاحه الأبيض»سنجه»ظل ينادي على شقيق المجني عليها متوعدًا كل من يمنعه من بيع السموم في المكان الذي يختاره، فتوارت المجني عليها قرب الشباك الذي يطل على الشارع في محاولة منها تصويره بهاتفها والإبلاغ عنه؛ هنا رأها المتهم فما كان منه سوى أن قذفها بحجر في عينيها؛ فسقطت مغشيًا عليها، فحملتها والدتها وسط صراخها الى مستشفى  السلام التي تعمل فيها زينب لإنقاذها.

بلاغ

تلقى قسم شرطة السلام بلاغا من المستشفى بوصول زينب مصابة بكدمات بالوجه والعين واشتباه كسور بالأنف بصحبة والدتها وبدت عينها «مفقوعة»، على الفور انتقل فريق البحث الى المستشفى محل البلاغ، وبسؤالها أقرت بتفاصيل الواقعة ونشوب مشادة كلامية بين شقيقها وابن الجيران المتهم واثنين آخرين من ارباب السوابق لديهم معلومات جنائية، استمع رجال المباحث الى أقوال بعض شهود عيان الواقعة؛ حيث اكدوا أن المتهم مدمن مخدرات ويبيعها أيضا، تحرر المحضر رقم 20907 جنح السلام أول؛ وجاء التقرير الطبي يؤكد»انفجار بمقلة العين اليسرى»، نصب رجال المباحث الاكمنة وتمكنوا من إلقاء القبض على اثنين من المتهمين، وبمواجهتهما اقرا بالواقعة بالاشتراك مع آخر جاري ضبطه وتولت النيابة التحقيق.

«سنجه وكزلك»!

تواصلنا مع والدة المجني عليها سحر سمير قالت في أسى وحزن:»نقيم في المنطقة منذ أكثر من 40 سنة، في حالنا، ابنتي زينب تقوم بتربية طفلتها الصغيرة بعد انفصالها عن زوجها، ولكي توفر نفقات ابنتها تعمل ممرضة في مستشفى السلام العام، كل جيرانا في المنطقة بتحبها، لما لقت اخوها الصغير يتشاجر مع المدمن طلبت منه أن ينصرف الى عمله وتدخل الناس وفضوا الشجار بين ابني وهذا الشاب المدمن، وظنت زينب أن المشكلة انتهت وبعد  دقائق فوجئنا بعودة هذا الشاب ومعه رفقاء السوء حاملا في يده سنجه وكزلك»هجم على البيب يريد أن يقتحمه، والجيران أمسكت به وأخدت من السلاح والكزلك، وقتها ابنتي خرجت عشان تقوله عيب اللي انت بتعمله ده؛ فقذفها بحجارة، جريت بيها على المستشفى وبعد الفحص وعمل والاشعات تبين وجود كسر في محيط العين، وانفجار في مقلة العين والمحزن أن الدكتور قال لها:»للأسف فقدتى الرؤية في العين اليسرى، فقط سوف نحاول تحسين مظهر العين الخارجي، زينب فقدت عينها وعملها وأصبحت نفسيتها سيئة».

تكلمنا مع المجني عليها وكانت في حالة نفسية سيئة بدأت حديثها قائلة:»لم أتوقع أن يحدث لي هذا في يوم من الأيام، دايما كنت انصح هذا الشاب وهو جارنا في الوقت ذاته، أن يبتعد عن طريق المخدرات، هو في سن اخويا الصغير، وكنت أقوله حرام عليك نفسك بلاش تضيع مستقبلك، حتى امهكثيرا ما كانت تنصحه بلا فائدة، الشقة التي نسكنها دور ارضي، نفاجأ بالمتهم يأتي يوميا يبيع هذه السموم تحت الشباك، كنت اتحدث معه أن يبتعد بالمخدرات عن البيت لكنه تمادى في اجرامه، في يوم الواقعة تشاجر اخويا الصغير معه، وطلبت منه أن ينصرف الى عمله، واتصلت بشقيقي الكبير وانا دخلت شقتي أقوم بتجهيز مستلزمات بنتي  استعدادًا لذهابها للمدرسة،وتفزعت من صوت خبط عشوائي وشتائم بعد ما راح جمع صحابه وجاب سلاحه الأبيض، وجرى ما جرى بعد ذلك لأفقد عملي وابنتي طفلة صغيرة تحتاج إلى مصاريف كثيرة».

                                                                                                                                                                                                        

السجن ينتظره                                                                                                                                                                                                                        المتهم

ويعلق الخطيب محمد المحامي على هذه الواقعة قائلا: هي عاهة مستديمة وفقًا لقانون العقوبات المصري والتي قد تصل عقوبتها للسجن المشدد عشر سنوات؛ حيث نصت المادة 240 من قانون العقوبات على»أنه كل من أحدث بغيره جرحًا أو ضربًا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو أو فقد منفعته أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين أو نشأ عنه عاهة مستديمة يستحيل برؤها؛ يعاقب بالسجن من ثلاث سنوات إلي خمس سنوات، أما إذا كان الضرب أو الجرح صادراً عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بالسجن المشدد من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات».

اقرأ أيضًا : لرفضه بيع السموم أمام منزله.. تجار المخدرات مزقوا جسده أمام زوجته


 

;