فى الصميم

حق «العودة».. وليس حق «النزوح» !!

جلال عارف
جلال عارف

بوضوح وحسم.. أعادت مصر التأكيد على رفض أى حديث عن نزوح فلسطينى عبر حدودها. وأعلن الفلسطينيون - من جانبهم- أنهم لن يتركوا أرضهم مهما اشتدت هجمات النازية الصهيونية. ولم يبق إلا أن تدرك إسرائيل ومن يدعمونها أن أزماتها لن تحل على حساب الآخرين، وأن سلامها لن يتحقق إلا بنيل شعب فلسطين كامل حقوقه المشروعة وأولها حقه فى قيام دولته وعاصمتها القدس العربية. وأن «النزوح» الوحيد الممكن للفلسطينيين لن يكون إلا لأرضهم المغتصبة حين تتحرر من غاصبيها. وهنا.. ستكون «عودة» وليست نزوحا!!

القصة قديمة واللعبة مكشوفة، وموقف مصر لم يتغير ولن يتغير أبدا منذ النكبة الأولى وحتى «صفقة ترامب»، التى يحاول البعض الآن إحياءها بطرق أخرى وقتل كل فرص السلام. ثم بترك إسرائيل تبنى المستوطنات وتنتهك المقدسات الإسلامية والمسيحية وترتكب المذابح وصولا إلى حرب الإبادة التى تشنها الآن على الشعب الفلسطينى فى غزة والتى تهدد بالتوسع إلى الضفة أو الجبهات الأخرى فى حماية البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية، والدعم غير المسبوق من دول الغرب تحت عنوان كاذب هو «حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس».. وكأن الفلسطينيين ليس لهم نفس الحق، وكأن الشعوب ليس من حقها مقاومة الاحتلال، وكأن حكومات الغرب- وليست شعوبها- تقول للعالم إن كل حديثها عن الحريات وحقوق الإنسان وتقرير المصير هى مجرد شعارات تتاجر بها فى سوق السياسة!!

الخطاب الأخير للرئيس الأمريكى بايدن كان تعبيرا صادقا عن كل ذلك. لم ير الرجل شيئا من جرائم الحرب التى ارتكبتها إسرائيل منذ ابتليت بها الإنسانية. ولم يتذكر شيئا عن المذابح التى وقعت بحق الشعب الفلسطيني، ولم يقل له أحد أن هناك حرب إبادة تشنها حليفته الأثيرة على غزة. ولم يلحظ الرجل أنه ينتقل بموقف أمريكا من موقف الداعم لإسرائيل، إلى الشريك لها فى جرائمها، ثم.. إلى موقف «المحرض» حين يقول إنه طلب من نتنياهو أن يكون رد إسرائيل على هجوم المقاومة حاسما وسريعا وقاصما، وأن الدعم الأمريكى لهذه المهمة سيكون بلا حدود!!

حتى حكومات أوروبا المؤيدة لإسرائيل أدانت - ولو على استحياء- جريمة حصار غزة ومنع الماء والدواء والغذاء والكهرباء عنها. والأمم المتحدة قالت إنها جريمة حرب لابد من وقفها. بينما مخازن السلاح الأمريكية تفتح أمام إسرائيل لتستكمل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، بدلا من أن تقوم بدورها كدولة عظمى تدعى أنها من تدافع عن حق الشعوب فى تقرير مصيرها وتحرير أرضها. أليس هذا ما تقوله لتبرير كارثة أوكرانيا؟!