بطولات المصريين| انتصارات إبراهيم باشا أثارت هلع أوروبا

إبراهيم باشا
إبراهيم باشا

انتصار أكتوبر 1973، جاء ليكلل مسيرة طويلة من الانتصارات المصرية على مدار تاريخ أمة ولدت فى   فجر الضمير الإنسانى،   الانتصارات التى   حققتها الأمة المصرية على مدار تاريخها أثبتت دوما أن هذا الشعب لا يموت أبدا، يُهزم ربما لكنه لا ينكسر، يعرف كيف يعود وينتصر، هكذا يعلمنا كتاب التاريخ ودرس أكتوبر الأبقى، هنا نستعرض بعض محطات الانتصارات المصرية عبر تاريخها الطويل.
 

قاد إبراهيم باشا الجيش المصري المكون من الفلاحين لتحقيق انتصارات ساحقة على الدولة العثمانية فى  النصف الأول من القرن التاسع عشر، حقيقة لم يستطع أحد أن ينكرها، فأسس بذلك لفصل من أعظم فصول ملحمة الانتصارات المصرية العسكرية، حتى أن ثورة يوليو 1952، عندما أزالت تماثيل أسرة محمد على،  استثنت من ذلك القرار، تمثال إبراهيم باشا المهيب فى  ميدان الأوبرا بقلب القاهرة، اعترافا بفضل هذا القائد العسكرى  الفذ الذى  أقض مضاجع أوروبا وأذل الدولة العثمانية فتحالفوا ضده خشية أن يغير من تركيبة النظام العالمى  وقتذاك.

بعد أن تولى محمد علي باشا حكم مصر عام 1805، رأى ضرورة بناء جيش لمصر يحمى  أرضها من الأطماع الأوروبية، خصوصا فى  ظل حالة الضعف العام التى  ضربت الدولة العثمانية التى  كانت مصر تابعها لها حينذاك، وبعد عدة تجارب مع الألبان والسودانيين تقرر تجنيد الفلاحين المصريين، وتولى قيادة هذا الجيش المصرى،  إبراهيم باشا الابن الأكبر لمحمد على،  الذى  استطاع الكشف عن بسالة الجندى  المصرى  وقاده من نصر لنصر.

◄ اقرأ أيضًا | مصر درع الإسلام وسـيفه في العصور الوسـطى

استطاع إبراهيم باشا بعبقرية نادرة توظيف الجيش المصري لتحقيق سلسلة من الانتصارات الساحقة على العثمانيين، بداية من دخول عكا فى مايو 1832، وهى المدينة التى  استعصت على نابليون نفسه، وسرعان ما توالت انتصارات إبراهيم باشا الذي اكتسح الجيش العثمانى  وطرده من الشام ثم طارده فى  الأناضول، وهزمه فى  معركة قونية ديسمبر 1832، وهو الانتصار الذى  أجبر السلطان العثماني على الخضوع لشروط محمد على  باشا.

لكن الدول الأوروبية التى  تراقب الأمور بقلق من زيادة قوة مصر بموقعها الاستراتيجى الخطير، تدخلت لتقوية جانب العثمانيين، فتجددت الحرب، وهزم الجيش المصري نظيره العثمانى  هزيمة ساحقة فى  معركة نصيبين 1839، وبات الطريق مفتوحا لدخول الجيش المصري عاصمة العثمانيين، لكن الدول الأوروبية تدخلت هذه المرة بالقوة لحماية السلطان العثمانى  المهزوم، مقابل الاعتراف بحكم محمد على  لمصر، كان التدخل الأوروبى  بهدف تحجيم مصر وجيشها العظيم، وهى  المهمة التى  تقوم بها الدول العظمى على الدوام ضد بلاد النيل.