بطولات المصريين| مصر درع الإسلام وسـيفه في العصور الوسـطى

صلاح الدين يهزم الصليبيين
صلاح الدين يهزم الصليبيين

انتصار أكتوبر 1973، جاء ليكلل مسيرة طويلة من الانتصارات المصرية على مدار تاريخ أمة ولدت فى   فجر الضمير الإنسانى،   الانتصارات التى   حققتها الأمة المصرية على مدار تاريخها أثبتت دوما أن هذا الشعب لا يموت أبدا، يُهزم ربما لكنه لا ينكسر، يعرف كيف يعود وينتصر، هكذا يعلمنا كتاب التاريخ ودرس أكتوبر الأبقى، هنا نستعرض بعض محطات الانتصارات المصرية عبر تاريخها الطويل.
 

شكلت مصر درع الإسلام وسيفه في العصور الوسطى، ففي وقت تبدد الأمل وظن الجميع أن دولة المسلمين إلى زوال، في وقت توالت عليها ضربات الصليبيين والمغول، بددت مصر القاهرة سحب الظلام، ودافعت عن بيضة الإسلام، في وقت وقع فيه العراق صريع الغزو المغولى   وكان الشام يئن تحت الاحتلال الصليبى،   دافعت مصر عن الإسلام ومنها انطلقت شرارة المقاومة التى   قادت إلى نصر وأعادت إلى المسلمين وحدتهم وحمت بلادهم وطردت المحتل.

يقول محمد صبحى، الباحث في تاريخ المسلمين في العصور الوسطى، لـ«آخرساعة»، إن مصر كانت حجر الزاوية دوما فى   أكبر انتصارات المسلمين فى   العصور الوسطى، وهو ما تجلى بوضوح فى الدور الذى لعبته مصر في ظل الحروب الصليبية والمغولية، بداية من استخدام موارد مصر فى   تمويل جيش صلاح الدين الأيوبى   لتحقيق أكبر وأشهر انتصار فى الحروب الصليبية، وهو انتصار حطين سنة 1187م، والتى   كانت أكبر وأهم انتصار بعد نحو قرن من الهيمنة الصليبية على بلاد الشام، وبدأت هذه المعركة العد العكسى   لتراجع أملاك الصليبيين فى بلاد الشام، وتم استخدام موارد مصر الضخمة فى   تحقيق انتصارات الأيوبيين والمماليك على الصليبيين، واستطاع جيش مصر أن يقهر هؤلاء المحتلين، وتم طردهم بشكل نهائى   على يد سلاطين المماليك في مصر بيبرس وقلاوون وخليل بن قلاوون.

◄ اقرأ أيضًا | بطولات المصريين.. تاريخ عظيم من الأمجاد

وأشار صبحي إلى أن دور مصر لم يتوقف عند الجهاد ضد الصليبيين، بل إن الدور الأبرز لمصر جاء مع مواجهة المغول، فهذه القبائل التى   انطلقت من وسط آسيا وسيطرت على معظم أنحاء الصين والهند وروسيا، وكامل إيران والعراق، استعدت تحت قيادة هولاكو للاستيلاء على الشام ومصر، لكن السلطان المظفر قطز قاد الجيش المصرى   لرد العدوان المغولى   فى   ملحمة عين جالوت 1260م، والتى كانت أول هزيمة حقيقية للمغول بعد عقود من الانتصارات، وأول هزيمة تجبرهم على التراجع إذ اضطروا للتخلى   عن بلاد الشام، وقد استمرت الحرب المصرية المغولية لمدار نصف قرن كامل كتب النصر فيها لمصر وجيشها حتى تم كسر شوكة المغول إلى الأبد.

وشدد الباحث فى   التاريخ الإسلامى، على أن الجيش المصري هو من حقق الانتصار على الصليبيين والمغول، على الرغم من الجزء الأكبر من الجيش كان من أعراق مختلفة، لافتا إلى أن هذا هو السائد فى   العصور الوسطى بما فى   ذلك أكبر جيوش أوروبا، وأن هذا لا يقلل من حقيقة أنه جيش مصرى، لأنه مكون ومجهز بفضل الموارد المصرية من ناحية، ومشاركة العديد من المطوعة المصريين من ناحية ثانية، وأن معظم عناصر الجيش النظامي كانت متوطنة في مصر من ناحية ثالثة، ما يتجلى في حقيقة أن هذا الجيش كان مكرسا بالكامل للدفاع عن الأراضي المصرية وحماية أمنها، وهى نفس أهداف الجيش المصري في مختلف الحقب التاريخية.