حكاية أغنيات صنعت فى حب مصر

نصر أكتوبر
نصر أكتوبر

نورهان‭ ‬نبيل‮ ‬

لكل أغنية قدمت خلال نصر أكتوبر العظيم حكاية وكواليس مؤثرة تكشف عن مدى عشق المطربين وصناع الأغنية وقتها لمصر، وتكشف عن حماسهم الشديد لهذا النصر المجيد الذي جعل مشاعرهم تبدع بأجمل وأروع الألحان والكلمات للتعبير عن فرحتهم بالوطن وجيشه وكل من شارك في هذا الانتصار.. 

في السطور التالية نكشف عن كواليس أجمل أغاني نصر أكتوبر وحكاية كل أغنية، وكيف خرجت للنور.

“أغنية على سلالم ماسبيرو” 

تم تلحين أول اغنية بعد العبور على سلالم “ماسبيرو”، وكواليس خروجها للنور أغرب من الخيال، هذا أفضل وصف لأغنية “بسم الله” التي تعد واحدة من أشهر أغاني انتصارات أكتوبر.

الحكاية بدأت عندما قرر الملحن الكبير بليغ حمدي بصحبة وردة ومعهما الشاعر عبد الرحيم منصور دخول “ماسبيرو” مساء 6 أكتوبر، لكن فوجئ بالمسئول عن الأمن يمنعه نظرا لظروف الحرب، ووقتها لم يجد بليغ سوى الصراخ والتأكيد أنه يرغب في تقديم أغنية لوطنه بهذه الظروف، ووقتها تتدخل مدير الإذاعة وسمح له بالدخول، لكنه أكد لبليغ على عدم وجود ميزانية كافية لإنتاج الأغنية.

وقتها أعلن بليغ أنه سيتحمل تكلفة الأغنية كاملة، وبدأ في تلحينها، وبالفعل اللحن خرج للنور مساء يوم 6 أكتوبر على سلالم “ماسبيرو”.

ونظرا لظروف حظر التجوال فشلت الفرقة الموسيقية في الحضور ووقتها قرر بليغ جمع العاملين وقام بتحفيظهم اللحن حتى خرجت الأغنية للنور فجر يوم 7 أكتوبر.

وتغنى الشعب المصري كلماتها التي مازال نرددها حتى الآن: “بسم الله الله أكبر.. بسم الله بسم الله.. بسم الله أذن وكبر بسم الله بسم الله”

“تعاون عنوانه الحب” 

وجود بليغ حمدي والشاعر عبد الرحيم منصور داخل مبنى “ماسبيرو” أثمر عن خروج أغنية أخرى للنور، ولا تقل نجاحا عن “بسم الله”، كلامنا عن أغنية “ع الربابة” التي قدمتها النجمة وردة الجزائرية بكل حب وفخر وإخلاص لمصر، الأغنية تمت إذاعتها بعد الحرب مباشرة وحققت نجاحا كبيرا، وأصبحت واحدة من أشهر أغاني النصر. 

“تدخل السادات” 

في منزل عبد الحليم حافظ بالزمالك، خرجت أغنية “عاش اللي قال”، والتي تعاون من خلالها مع الملحن وصديقه المقرب بليغ حمدي والشاعر محمد حمزة.

لكن الأغنية كواليسها غريبة للغاية، فبعد أن سجلها حليم وبها الكورال يردد جملة “عاش السادات”.. قرر السادات أن يتدخل وطلب عدم ذكر اسمه بالأغنية أو ذكر جميع أسماء زعماء العرب الذين ساعدوا مصر بهذا النصر، ووقتها لم يجد حليم أمامه سوى تنفيذ طلب السادات، وقام بحذف اسمه، وأعاد تسجيل الأغنية مرة أخرى.

“أغنية تنبأت بالنصر” 

“باسمك يا بلدي.. حلفنا يا بلدي، جيشك وشعبك يرد التحدي، أرضك وزرعك، شمسك وقمرك، شعرك ونغمك، نيلك وهرمك، بدمي أفادي وأصد الأعادي، وأفدي بروحي عيونك يا مصر”.. هذه كلمات أغنية “رايات النصر” التي تعد من أشهر الأغاني التي قدمت بعد انتصارات أكتوبر.. الأغنية كلمات الشاعرة نبيلة قنديل، ولحنّها الموسيقار علي إسماعيل وتم كتابتها وتلحينها قبل اندلاع حرب أكتوبر بعام واحد، لأنها كانت معدة خصيصًا لأحداث فيلم “العصفور” للمخرج يوسف شاهين الذي لم يكن قد عرض بعد.

لكن شاهين طلب إذاعتها قبل عرض الفيلم، مؤكدا أن نصر أكتوبر أهم لديه من أي فيلم.

اقرأ أيضًا : ثقافة قنا تحتفي باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر


 

;