فى بريطانيا.. محاكمة ضابط قاتل تتسبب فى تمرد شرطة سكوتلاند يارد

محاولة السيطرة على الضباط المتمردين
محاولة السيطرة على الضباط المتمردين

  مرة أخرى تحتل العاصمة البريطانية لندن عناوين الصحف العالمية؛ لتوصف بمدينة العنف والفوضى على مدار الاسبوع الماضي، شهدت المدينة حادث طعن صادم راحت ضحيته طالبة مراهقة أمام مدرستها، وتزامن الحادث مع حالة اضطراب وفوضى وتمرد لعناصر شرطة لندن التي تدفع ثمن خطاياها؛ لتقع في مأزق الاضطرابات من ضباط الشرطة أنفسهم، والسبب محاكمة ضابط قاتل تسببت في حالة من الجدل بعد عقد اولى جلسات محاكمته الاسبوع الماضي لتنتهي بحالة تمرد ضباط الشرطة ممن رفضوا الخروج لأداء مهامهم وهم مسلحون بعد توجيه تهمة القتل العمد الى ضابط شرطة زميل لهم.

بدأت الاحداث بأيام من الفوضى عاشتها الشرطة البريطانية بعد تمرد ما يقرب من مائة ضابط من عناصر شرطة العاصمة، رفض بعضهم حمل السلاح بشكل كامل ومجموعة اخرى رفضت الخروج في دوريات مسلحة امنية معتادة في شوارع المدينة وقرروا البقاء في مراكزهم بينما قررت فئة اخرى الخروج من مراكز الشرطة في حالة الطوارئ الشديدة فقط في الشارع وتسببت تلك الازمة في حالة من الاضطراب وغياب الامن في الشوارع.

الضحية بريء

جاءت ردود افعال الضباط بسبب  محاكمة زميل لهم رفضت السلطات البريطانية الكشف عن هويته، وتعود واقعة اتهام الضابط للعام الماضي بعد قتله شاب بالرصاص في سبتمبر الماضي وهنا تحول الضحية الاسمر كريس كابا، 24 عاما، إلى رمز لعنصرية الشرطة البريطانية حيث تم قتله دون ذنب حين طارده الضابط المتهم وأطلق النار على الزجاج الأمامي لسيارته بالرغم من عدم حمله سلاح، وتوفى كريس متأثرًا بطلق ناري في رأسه بعد أن حاصرته سيارة شرطة لا تحمل اى تنبيهات من صفارات إنذار أو اضواء لتحذيره بالتوقف ثم اطلق الضابط النار على سيارته بعد اعتراضه في شارع سكني؛ ليثير مقتله الاحتجاجات خاصة بين مجتمعات السود، كما تصفها الصحف البريطانية، وازدادت الامور سوءًا بعد أن اكدت الشرطة أن المطاردة وقعت بالخطأ حيث كان المتهم يقود سيارة لا يمتلكها واشتبهت الشرطة في تورطه في حادث إطلاق نار سابق.

عجز أمني

مثل الضابط المتهم امام محكمة ويستمنستر الأسبوع الماضي، وانتهت المحاكمة بتوجيه تهمة القتل إلى الضابط المتهم مع حصوله على كفالة مشروطة على أن يخضع للمحاكمة العام المقبل، وتسببت المحاكمة في حالة من القلق للضباط خوفا من مواجهة مصير زميلهم عند اضطرارهم استخدام السلاح وتنفيذ مهامهم، وبدأت حالة التمرد بقيام خمسة من عناصر الشرطة البريطانية المقربين للضابط المتهم لتقديم «الكروت الزرقاء» إلى مسئوليهم وهى اشارة الى رخصة حمل السلاح الناري، ثم توالت حالة الرفض لدى الضباط من اكمال مهامهم لتدفع كبار القادة إلى لقائهم ومناقشتهم ومنهم قائد شرطة لندن، مارك رولي، الذي التقى بالضباط المتمردين، لمناقشة تداعيات تمردهم، وخلال تلك الفترة صدرت تحذيرات شرطة لندن لطلب المساعدة من شرطة المدن المجاورة لسد العجز الامني الفادح وتم نشرعدد محدود من الضباط المسلحين من قوات أخرى لسد العجز الامني بسبب قلق ضباط شرطة العاصمة، هدأت الامور قليلا مع استمرار اجتماعات القادة مع الضباط لإقناعهم بانهاء حالة التمرد بشكل نهائي وخاصة بعد تهديد شرطة سكوتلاند يارد بالاستعانة بالقوات المسلحة لتغطية مهام مكافحة الارهاب لتستمر ازمة الشرطة في اتمام مهامهم والحفاظ على الامن حتى مع انهاء حالة التمرد.

طعن طالبة

تزامن اضراب شرطة العاصمة مع وقوع حادث صادم توجه فيه اللوم بالتقصير إلى الشرطة وهو حادث طعن لم يتوقف عند حد الحزن على فقد ضحيته، وانما تسبب في إثارة ذعر الاهالي في كافة انحاء لندن؛ فالضحية طالبة تدعى إليان أندام، 15 سنة، وهي تلميذة في مدرسة بكرويدون، تعرضت للطعن في الساعة 8.30 صباحا بعد نزولها من حافلة المدرسة؛ لتفاجأ بمراهق يقترب منها وحاول الحديث اليها وأعطاها زهورًا فألقتها بعيدًا وحاولت السير سريعا؛ ليقترب الجاني منها حاملا سلاحه وهو سكين يشبه السيف وطعنها في الحال، أدرك المارة الحادث بعد سقوط الضحية وطاردوا المتهم وعمره 17 عاما، وألقت الشرطة القبض عليه بعد ساعة من الهجوم، تناولت الصحف البريطانية قصة الضحية إليان؛ حيث تعمل والدتها في التأمين الصحي لدفع التكاليف الباهظة لتعليم ابنتها الوحيدة لضمان مستقبل ناجح لها، وانتهى الامر بمقتلها وسط حالة من الصدمة والحزن وقررت المدرسة غلق ابوابها لأجل غير مسمى بسبب حالة الهلع التي انتابت الطلبة وذويهم، ومن الناحية الامنية يشير سيمون أوفينز، مسئول امني سابق، إلى أن تكرار عمليات الطعن والقتل في الشوارع وراءه انخفاض كبير في عمليات التوقيف والتفتيش في السنوات العشر الماضية؛ حيث تخشى الشرطة إيقاف الشباب في الشارع بسبب خطر تقديم الشكاوى أو الاشتباك الذي قد ينتهي بالاعتداء على الشباب واتهام الشرطة بالعنف وبالتالي فإن الشباب مستعدون لحمل السكاكين لأنهم يعرفون أن فرصة العثور عليهم بسلاح منخفضة للغاية دون التفكير في العواقب على ضحيتهم أو أنفسهم.

اقرأ أيضًا : قائد شرطة لندن: لن نسمح بدعم المثليين أثناء الخدمة


 

;