نصر أكتوبر | «معركة تبة الشجرة».. حكاية سقوط رأس الأفعى المدمرة في 45 دقيقة

 «معركة تبة الشجرة».. حكاية سقوط رأس الأفعى المدمرة في 45 دقيقة
«معركة تبة الشجرة».. حكاية سقوط رأس الأفعى المدمرة في 45 دقيقة

واحدة من أشهر المعارك في حرب أكتوبر، وشاهدة على بطولات الجيش المصري وتضحياته، إنها «تبة الشجرة»، أحد قلاع خط بارليف المنيع،  وشاهدة على قهر إسرائيل في سيناء.

تستعرض «بوابة أخبار اليوم» من خلال هذا التقرير أهم المعلومات حول معركة "تبة الشحرة"، وهو الموقع الذي ضحى فيه عشرات الأبطال بأرواحهم لتحرير نقطة الشجرة الحصينة.

أخذ موقع التبة تسميته من اسم شجرة الجزورينا التي كانت تعلو التبة منذ القدم، والتي كانت تشتهر بها بين بدو سيناء، لكن إسرائيل كانت تطلق عليه "رأس الأفعى المدمرة"، علامة على الارتكاز مثل الأفعى للسيطرة على كل ما حولها.

«تبة الشجرة» تعد واحدة من أهم النقط الحصينة التي أقامتها إسرائيل على طول خط قناة السويس، لمراقبة الضفة الغربية للقناة والسيطرة على منطقة مرتفعة تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف مواقع مهمة للجيش المصري.

اقرأ أيضا: ما قبل النصر| ملحمة تدريبات وإعداد معنوي وعودة الثقة

ويبعد موقع «تبة الشجرة» حوالي 10 كيلومترات شرق الإسماعيلية، و750م شمال الطريق الأوسط، ويرتفع الموقع عن سطح البحر 74 مترا، ما يحقق لقواته إمكانية الملاحظة لكل التحركات غرب قناة السويس من البلاح شمالاً وحتى الدفرسوار جنوباً، كما يحقق له السيطرة على أجزاء كبيرة من الأرض المحيطة به.

في يوم 8 أكتوبر 1973، تقدمت قوات الكتيبة 12مشاة من الجيش المصري، للسيطرة على الموقع، وبعد قتال عنيف مع القوات الإسرائيلية، استطاعت القوات المصرية الاستيلاء على الموقع، وتدمير عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية.

اقرأ أيضا: بعد 29 سنة.. مادلين طبر تعيد ارتداء بدلة «الطريق إلى إيلات»| صور

وكشف قائد سرية الرشاشات في الكتيبة 12مشاة النقيب محمد شمس التي كلفت بمهمة اقتحام موقع تبة الشجرة، تفاصيل الـ45 دقيقة التي سيطروا فيها على أقوى نقطة محصنة على طول خط بارليف.
وقال النقيب محمد شمس، "في يوم 8 أكتوبر جاءت لنا الأوامر بالتحرك إلى موقع تبة الشجرة التي تبعد 12 كم عن القيادة، وتعتبر مقر القيادة للقوات الاسرائيلية داخل سيناء، وهي تبة حصينة مبنية بصخور بلاستيكية، وهنا كانت المعضلة، فكلما تضربها كلما تزداد صلابة لأن البلاستيك ينصهر، ولذا لم يكن ضربها من الطيران أو بالصواريخ هو الحل، فكان لابد من قوات مشاة تحتلها".

وتابع في حديثه: «تحركنا يوم 8 أكتوبر مساء بكامل أفراد الكتيبة 12 مشاة التي كانت تسمى" كتيبة المجهود الرئيسي"، وهنا لابد أن أنوه على نقطة في غاية الأهمية وهي أن معظم العمليات الصعبة التي كنا نقوم بها كانت في الليل؛ نظرا لأن العدو الاسرائيلي لا يجيد التعامل أو الحرب ليلا، وهذه ميزة من أهم ميزات القوات المسلحة المصرية».

واستكمل: «وصلنا قبل الفجر إلى موقع التبة على الطريق الأوسط المؤدي مباشرة إلى تل أبيب، ولذا سميت بكتيبة" المجهود الرئيسي»، وقسمنا إلى تسعة فصائل تم توزيعهم ميمنة وميسرة، وفصائل هجوم مباشر لاحتلال التبة بقيادة الرائد حمدي البنداري- رئيس عمليات الكتيبة، وكانت مهمتي كقائد فصيلة الرشاشات الثقيلة هي التعامل مع المدرعات والمصفحات والجنود حتى أعطلهم وأقضي عليهم.. وفي خلال 45 دقيقة على الأكثر، سيطرنا على تبة الشجرة، وحررناها من الاسرائيليين الذين فروا من شدة ضغط الضرب عليهم، بعدما اشتبكوا معنا بضراوة لأنها مركز قيادة وبها كل التجهيزات والمعدات التكنولوجية واللاسلكية التي يديرون بها مركز عمليات سيناء كلها، فلم يكن من السهل تركها لنا، لكننا نجحنا بفضل الله في الاستيلاء على التبة كلها، فلم تكن صغيرة على الإطلاق، بل كانت متفرعة كالشجرة ولها عدة مداخل، ومحفورة في الجبل».

اقرأ أيضا: الرئيس السيسي: تحية فخر وإعزاز لقواتنا المسلحة رمز البسالة والتحدي


ونتيجة للخسائر الفادحة قام الجانب الإسرائيلي يوم 9 أكتوبر بتمهيد نيراني من القوات الجوية والمدفعية، ودفع كتيبة دبابات مدعمة لاستعادة الموقع، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه وتحمل خسائر إضافية في قواته المهاجمة، أبرزها أسر قائد لواء الدبابات "عساف ياجوري".

يتكون موقع «تبة الشجرة» من خندقين كبيرين، لا يظهر لأى طيران مصري محلق في السماء، واستطاعت إسرائيل أن تشيد هذا الحصن بطريقة هندسية يصعب تدميره، عن طريق بناء خمسة طوابق مبنية بصخور ذات أحجام كبيرة، مترابطة بمجموعة من الأسلاك.

اقرأ أيضا: روائع أكتوبر في السينما والدراما والطرب| فيلم «الممر» الأعلى تقنيا.. وأغان خالدة لازالت ترددها الأجيال

يضم الخندق الأول غرفة لضباط الأمن، وغرفة لضابط مخابرات، وغرفة لاستقبال الاتصالات والإشارات الواردة من النقط الحصينة على خط بارليف، أما الخندق الثاني يتكون من غرف "مبيت" للضباط، ومطبخ لتحضير الطعام، وغرفة لتناول الطعام، وعيادة طبية، ووضعت إسرائيل حواجز إسفنجية بين الجدران، حتى يكون هناك عزل للصوت بين الغرف.

كانت إسرائيل تضع أعلى سطح التبة، سلاحًا من المدفعية، تستطيع من خلاله إطلاق الذخائر على مدينة الإسماعيلية، وإصابة مواقع الجيش المصري على الضفة الغربية.

اقرأ أيضا: ذكرى نصر أكتوبر| محمد جاد بطل المظلات: نجحنا في تحرير «المصاطب»

 

 

اقرأ أيضا: ملحمة أسر عساف ياجوري| أبوسعدة وفتحي.. أبطال النصر