نقطة فوق حرف ساخن

العبور المستدام

عمرو الخياط
عمرو الخياط

 ٥٠ عاماً مرت.. خمسة عقود كاملة على النصر المجيد.. مفعمة بالفخر والعزة.. بنصر أعاد الكبرياء لشعب عظيم استطاع أن يلملم أحزانه فى ست سنوات ليحطم اليأس والهزيمة لنصر مبين.

فى السادس من أكتوبر كانت اللحظة.. لحظة التوحد المؤسسى التاريخية..

ارتكزت هذه اللحظة على مفردات الشعب المصرى التى لا يعرفها غير المصريين.. وهى تماسك أبنائه.. وإرادته الصلبة وإيمانه بالتحدى فى أصعب الظروف..

وهى المفردات التى لا يعيها فهو قاصر فى تفكيره.. ولم تتح له الفرصة لأن يطّلع على تاريخ هذا الشعب الذى لا يُكره على شىء ولا تتوقع رد فعله فى لحظات التحدى والتماسك.

أعقاب الهزيمة التى اعتبرها استثناء فى تاريخ مصر.. توحد الشعب العظيم على قلب رجل واحد خلف قيادته.. فكان هذا التوحد هو مفتاح النصر وقوة الدفع غير المسبوقة لجيش عظيم إرادته صلبة.. يرفض الانكسار على مر تاريخه.. عقيدته راسخة.. وقلوب أبنائه مرابطة ومؤمنة برسالتها.. قابضين على سلاحهم.. ملبين نداء الوطن حرس سلاح.. جاهزين لرد الاعتبار لشعب تعرض لمحنة سرعان ما حولها إلى معجزة بفضل أبنائه من جيش مصر.

فى هذا اليوم العظيم.. ونحن نستعيد أيام الفخر والعزة.. لزاماً علينا أن نتذكر أن الإرادة المصرية رصيد تاريخى عظيم.. لا يفنى ولا يُستحدث من عدم.. ومن لم يستوعب ذلك فهو الذى اختار الوهم.. فمن تصور بغباء أو سوء فهم لمفردات وإرادة هذا الشعب أن مصر بجيشها وشعبها قد اكتفوا بهذا النصر العظيم وأنه لن يتكرر مرة اخرى.. ليعود هذا الشعب وجيشه العظيم.. ليعيدوا الأمور إلى نصابها بعد الفوضى التى خلفتها أحداث يناير ٢٠١١ بعد أن تصوروا أن مصر قد سقطت.. ويسجل التاريخ سطوراً جديدة لمجد وفخر هذا الوطن فى ٣٠ يونيو التى كانت استدعاء لمخزون الإرادة والفطرة والغريزة المصرية لإنقاذ الوطن.. ومن لم يكن يدرك ذلك فإنه تناسى عن عمد أن هناك جيشاً قوياً فى هذا البلد لا يعرف الاستسلام ولا يمل من الانتصارات حتى فى أحلك الظروف واصعبها ليظل جيش مصر هو الحصن الآمن لنا والقادر فى هذا البلد بمنظومته على فرض الأمن وحماية الجبهة الداخلية من السقوط.

تماسك الشعب المصرى.. ووثق فى قيادته وجيشه.. حولنا المحنة إلى نصر.. وأنقذنا الوطن فى لحظة فارقة من السقوط.. هذا التماسك.. نحتاجه اليوم.. فى رياح عاتية من الهجوم على الوطن.. بهدف إسقاطه بعدما فشلوا فى ذلك فى مرات عديدة.. وتحولت أوهام ومطامع من يدبرون الخطط ضد مصر إلى تراب تذروها الرياح بفضل هذا التماسك الشعبى.. ودرجة وعيه لما يُحاك ضده.. فالفطرة والغريزة المصرية هى استشعار عن بعد للمصرى الذى ينتفض حينما يستشعر الخطر على وطنه.

من لا يريد الخير لهذا الشعب.. وهناك من يرفض كل الإنجازات التى تمت على أرض مصر فى السنوات التسع ويشكك فيها.. وهى ساطعة سطوع الشمس تعمى بصر الحاقد.. وتقلق من يسعى بالشر الخبيث لهذا البلد..

هناك وهناك الجماعة الإرهابية التى اندثرت وكشفها الشعب وبانت حقيقتها.. ومن تبقى منهم يحاولون إحياء ما تبقى من شتاتها.. تارة من خلال منصاتهم الإعلامية التى تشكك فى كل شىء وتارة أخرى من خلال بث الشائعات وفبركة الأحداث وتارة ثالثة بالدفع بعناصر قد لا تكون ظاهرياً محسوبة عليهم وإنما فى حقيقة الأمر هم منهم ويطلبون الدعم والمعونة من قياداتهم المتبقية الهاربة خارج الحدود كما يسعون جاهدين لتقليب الرأى العام وشق صف تماسك المصريين بمعلومات وهمية وغير حقيقية.

تماسكوا.. وترابطوا.. فقد مرت مصر بأزمات كبيرة.. وحماها الله ومرت سلاماً على شعبها بفضل قيادتها وجيشها العظيم.. واجعل دائما شعارك فى هذه الأيام «حرس سلاح».. فسلاحك هو التماسك.. والالتفاف حول قيادتك لنعبر إلى الجمهورية الجديدة.. بعد أن اقتربنا إلى خط النهاية لنسعد بما حققناه ويسجل لنا التاريخ فصلا جديدا من فصول العزة والكرامة.. لنتحدث يوماً فى جلساتنا كيف كانت مصر وكيف أصبحت.