أبرزها عدم كفاية مدة الدراسة للمنهج| تحديات ومخاوف العام الدراسي الجديد

انتظام الدراسة بمدارس قرى «حياة كريمة»
انتظام الدراسة بمدارس قرى «حياة كريمة»

■ كتب: أحمد جمال

معظم المخاوف التى عبر عنها أولياء الأمور والطلاب الذين تواصلت معهم «آخرساعة» تركزت حول تأخر استلام الكتب الدراسية خاصة فى المرحلة الابتدائية مع عدم وصولها لعدد كبير من المدارس، إلى جانب دفع قيمة الكتاب المدرسي بالنسبة لطلاب المدارس التجريبية وهؤلاء يرون أن أسعارها تضاهى أو تفوق أسعار مصروفات مدارسهم، بخلاف التخوفات التقليدية من التكدس الذى تغلبت عليه الوزارة هذا العام بتوزيع توقيتات دخول الطلاب، ونهاية بالتوجس من عدم توحيد طرق امتحانات الشهادة الإعدادية.

■ فاطمة فتحي

وقالت فاطمة فتحي، أدمن جروب «تعليم بلا حدود» على موقع «فيسبوك»، إن استعدادات وزارة التربية والتعليم لانطلاق العام الدراسى هذا العام تشبه ما قامت به العام الماضي، مع وجود حركة أفضل لعدد من القطاعات التى كانت خاملة العام الماضى مثل المنصات الرقمية التى أعادت الوزارة تفعيلها هذا العام وأتاحت من خلالها تدريبات للطلاب لتكون بمثابة بديل مهم للكتب الخارجية، مشيرة إلى أن بعض الشكاوى من عدم وجود الامتحانات والتدريبات لكافة الفصول الدراسية رغم إعلان الوزارة عن تلك المنصات والمواقع والتدريبات قبل شهر ونصف تقريبًا.

وأضافت: أبرز مخاوف أولياء الأمور تتمثل فى عدم تفعيل حصص المشاهدة مع تعامل المعلمين مع اللوحات الإلكترونية باعتبارها عهدة لا يستفيد الطلاب منها، كما أن مجموعات الدعم المتاحة هذا العام منذ بدء الدراسة أسعارها مرتفعة ولا تجذب المعلمين والطلاب بالشكل الكافى، مشيرة إلى أن ثمن الحصة للمرحلة الثانوية تصل لـ70 جنيهًا، بينما تصل بالسنتر الخارجى لـ100 جنيه مع توفير الملازم التى يحتاجها الطالب الذى يكون بإمكانه اختيار المعلم وكذلك يحصل على خصومات فى حال حصل على أكثر من درس لدى نفس السنتر الواحد.

وأشارت إلى أن طلاب المدارس التجريبية مازالوا يواجهون مشكلة دفع مصروفات الكتب المدرسية التى يصل ثمنها لـ1400 جنيه وهى تكلفة كبيرة على بعض أولياء الأمور الذين يدفعون مصروفات لا تصل لهذا الرقم، لافتة إلى أن إصرار الوزارة على إلزام الطلاب بالأبحاث دون أن يكون هناك استفادة حقيقية منها أيضَا من ضمن مخاوف أولياء الأمور.

ويؤكد محمد سعيد (طالب بالصف الأول الثانوي)، أنه لم يعانِ هذا العام من التكدس والازدحام أمام المدرسة كما كان الوضع سابقًا، وفى أول يوم دراسى لم يكن هناك سوى عدد قليل من الطلاب مع قرار الوزارة بتقسيم أيام الدخول، لكن المشكلة ستتضح مع اكتمال دخول الطلاب وقد تظهر مجدداً مشكلات عجز المقاعد وعدم جاهزيتها.

ويضيف أنه لا يعلم متى سيتم تسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي، فهناك مخاوف من تأخره، كما أن جميع المعلمين أكدوا فى أول يوم أنه لن يكون له استخدام داخل المدرسة، رغم تأكيد الوزارة إجراء الامتحانات إلكترونيًا، وهو ما يجعله يتخوف من تكرار مشكلات وقع فيها زملاؤه السابقون الذين وجدوا أنفسهم أمام طرق تقويم وامتحانات لا يجيدون التعامل معها.

■ أميرة يونس

وقالت أميرة يونس، مؤسس جروب مصر والتعليم على موقع فيسبوك، إن أبرز التحديات التى تقابل أولياء الأمور هى عدم كفاية المدة الدراسية مع المنهج الدراسي، وأن الواقع يشير إلى أن بعض المعلمين يشاركون فى دورات تدريبية أثناء الدراسة، ما يؤدى لتعطيل المنهج، وهناك مخاوف من تكرار مشكلات عدم توفر أوراق امتحانات الشهر، ورغم أن المشكلة يتم حلها بالمشاركة المجتمعية لكن ذلك لا ينطبق على جميع المدارس، مؤكدة أن أولياء الأمور يتخوفون من عدم القدرة على التعامل بشكل إيجابى مع الطلاب تحديداً الذين يلتحقون بالمرحلة الابتدائية، لأن ذلك يؤثر سلبًا فى موقفهم من المدرسة، وقد لا تكون لديهم الرغبة فى الانتظام الدراسي، بجانب المخاوف من عدم تنظيم عملية الانصراف المدرسى تحديداً فى الأيام التى تشهد حضوراً طلابيًا كثيفًا.

وأشارت أميرة التى لديها أبناء بمراحل التعليم الأساسى المختلفة، إلى أن مناهج الصف السادس الابتدائى مازالت مجهولة مع التطوير الجديد ودائمًا ما تشكو الدفعات التى يطبق عليها التطوير لأول مرة من مشكلات صعوبة المناهج قبل اتجاه الوزارة لتخفيفها، لافتة إلى أنها لاحظت أن منهج الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائى يتواجد كما هو لطلاب الصف الثانى الإعدادي، ويبقى التخوف الأكبر من منهج العلوم.

■ الدكتور عاصم حجازي

من جانبه، أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة القاهرة، أن أساسيات انتظام العملية التعليمية التى وضعتها وزارة التربية والتعليم العام الماضي، جرى الإبقاء عليها هذا العام، مع منح بعض المرونة للإدارات والمديريات التعليمية لتحسين مستويات التعلم وتحديداً فيما يتعلق بإدارة مجموعات التقوية، مشيراً إلى أن التحدى الأبرز أمام الوزارة يتمثل فى جعل المدرسة بيئة تربوية وتعليمية جاذبة بما يجعلها أكثر قدرة على سحب البساط من تحت أقدام سناتر الدروس الخصوصية.

وشدّد على أن تحديد طريقة تقويم واحدة لجميع المراحل الدراسية أفضل من الناحية التدريبية للطلاب وكذلك من ناحية المساواة بين الطلاب، وأن إتاحة الاختيار لمدارس المرحلة الإعدادية لإجراء الامتحانات بطريقة «البوكليت» أو «الأسئلة العادية» بحاجة لاتخاذ قرار يوّحد عملية الامتحان، بما يضمن دقة تقويم الطلاب على نفس الأسس فى جميع المحافظات، وقد يفتح ذلك الباب أمام شكاوى أولياء الأمور.

ولفت إلى أن مشكلة الكثافة الطلابية فى الفصول وزيادة أعداد المقبولين بالمدارس سنويًا تعد من الأزمات التى يصعب حلها فى الوقت الحالى وتتطلب توسعة فى مساحات المدارس إلى جانب إعادة توزيع السكان رأسيًا وأفقيًا بما لا يؤدى للضغط على مدارس بعينها، مشيرا إلى أن الوزارة أتاحت المنصات وطورتها بما يجعلها أكثر قدرة على منافسة الكتب الخارجية وبما يعوض أى نقص فى المدرسة، وأكد أهمية أن تستمر الوزارة فى نظام التعليم المدمج وتقسيم الطلاب على أكثر من مجموعة على مدار اليوم الدراسي. لافتًا إلى أن عملية تطوير المناهج أمر حتمى وعلى أولياء الأمور قبوله بما يشهده التعليم على مستوى العام من حراك سريع يجب مواكبته.

◄ اقرأ أيضًا | حجازي يوقع قرارات تعاقد المعلمين الجدد الناجحين في "مسابقة ٣٠ ألف معلم "

وكان الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، أكد فى تصريحات له خلال أول يوم دراسي، أن الوزارة تسعى لتوفير منظومة تعليمية متميزة؛ قائمة على ضمان الجودة، وأن تطوير التعليم وعودة المدرسة لدورها الحقيقى وعودة الطلاب لها هو الدور الأساسى الذى تركز عليه الوزارة حالياً، والعمل على انتظام العملية التعليمية؛ لتحقيق عام دراسى منضبط. ووجه بالعمل على تهيئة المُناخ المناسب، والجيد، والآمن، والصحى للطلاب أثناء العملية التعليمية؛ ليتمكنوا من أداء واجباتهم وضمان انتظام العملية التعليمية بمختلف المدارس، مؤكداً أن الوزارة تتخذ جميع الإجراءات من أجل مصلحة الطلاب، وطمأنهم بأنه لا تغيير فى قواعد امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وأنه سيتم العمل على تطوير هذه المرحلة، عقب إجراء حوار مجتمعى موسع يضم كافة الأطراف للخروج بالآليات المناسبة.

كما أشار إلى تفعيل مجموعات الدعم المدرسى لمساعدة الطلاب على التحصيل الدراسى، تتضمن أفضل المعلمين، ووجه أيضًا الطلاب لمشاهدة القنوات التعليمية، مؤكداً أنها تضم أفضل وأمهر المعلمين، كما وجه بمشاهدة المنصات التعليمية.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة فى إطار اهتمامها بالتخفيف عن كاهل الأسرة المصرية، قامت بتنفيذ حزمة من الإجراءات، منها توفير مواد تعليمية وتدريبية، وتتضمن شرحا وافيا وعميقا، وتحتوى على روابط إلكترونية يستطيع الطالب الاطلاع عليها، بالإضافة إلى تدريبات وأسئلة ونماذج امتحانات على كل وحدة دراسية. وقال إنه جارٍ حاليا إعداد بنوك أسئلة مفتوحة، لمساعدة الطلاب على التحصيل والمذاكرة، ولإثراء تدريبهم على حل الأسئلة، وإثراء عملية التعلم.