بطل أطول إبرار جوى يروى تفاصيل مهمة 4 ساعات والعودة بطائرة بلا وقود

اللواء محمد صلاح عارف: نصر أكتوبر ملحمة بدأ الإعداد لها قبل 6 سنوات

اللواء محمد صلاح عارف
اللواء محمد صلاح عارف

«حرب أكتوبر ليست مجرد طلعات جوية ولكنها ملحمة كبيرة بدأت قبل ميعادها حيث تم الإعداد لها منذ ٧يونيو عام ١٩٦٧» ..هكذا تحدث اللواء طيار أركان حرب محمد صلاح عارف الذى تخرج فى الكلية الجوية عام 1967 ضمن الدفعة ١٨ طيارين، والتحق مباشرة بأسراب النقل الجوى بالقوات الجوية المصرية ثم أسراب الهليكوبتر.

وأضاف أن أى طيار كان هدفه أداء المهمة على أكمل وجه، وكان أهم ما يميز حرب أكتوبر أن كل واحد منهم يتمنى نجاح الآخر فى مهمته فالحرب كملحمة كبيرة عبارة عن تروس صغيرة كل منها يعمل فى مجاله حتى لا تتعطل التروس الأخرى .. وبصفته النقيب طيار محمد صلاح عارف طائر هليكوبتر كانت الطلعة الخاصة به “إبرار جوي” خلف قوات العدو فى سيناء وتعد أطول طلعة إبرار جوى حدثت فى حرب أكتوبر واستغرقت ٤ ساعات بدأت الساعة ٥ مساء ،وتم تكليفه بها قبل الموعد بأربع ساعات حيث كان يعمل  فى لواء خارج القاهرة وأراد اللواء جلال النادى الاستعانة به فى اللواء الخاص به وبالفعل سافر قبلها بيوم على أساس أنها مجرد مهمة عادية ولم يعلم بأنه قد حان وقت الحرب.

وكلف عارف بعمل طلعة إبرار داخل العمق التعبوى لقوات اللواء على حفظى المسئولة عن الاستطلاع البرى والجوى خلف خطوط العدو والإبرار يختلف عن النقل .. لأن “الإبرار” يأخذ قوات من أرض مسيطرين عليها إلى أرض مسيطر عليها العدو، أما النقل فتأخذ قوات من أرض مسيطرين عليها إلى أرض مسيطرين عليها فى مكان آخر.

وأضاف عارف أن الإبرار كان له هدفان الأول يتمثل فى إنزال مجموعات من الصاعقة إما أنها تقوم بدور استطلاع وترسل معلومات عن العدو من العمق ولديهم طرق عديدة من الاختفاء والعمل، والهدف الثانى تعطل تقدم القوات الرئيسية أو النسق الثانى ليلتحم بالنسق الأول لكى نؤهل أو نهيئ أنسب الظروف لعبور القوات المصرية ونربك العدو فى خلف خطوطه وفى الإمدادات والقواعد الخاصة به ..

وأوضح أنه قام بعملية إبرار أربع مجموعات من اللواء «على حفظي» للقيام بالاستطلاع وإمداد القوات بالمعلومات وتتضمن المجموعة الواحدة ضابط و٣ ضباط صف وكانت المجموعة الواحدة منهم بمثابة جيش نظرا لما تحمله من مؤن وأسلحة لأنها سوف تمكث فى سيناء لفترات طويلة، وكان من بين المجموعات مجموعة اللواء نصر سالم الذى ظل فى سيناء مايقرب من ٣ أشهر ونصف.

وتحدث البطل عن تفاصيل الأربع ساعات بطولية التى بدأت فى وقت متأخر من النهار حيث بدأ ظلام الليل فى الظهور بمجرد عبور قناة السويس وربما يشكل الأمر سهولة حيث إن الطيران ليلا سهل من المهمة بالنسبة له وفى الوقت ذاته أشار إلى تلقيه تدريباً على الطيران ليلاً على ارتفاع منخفض مما يجعل الاشتباك من قبل القوات الجوية للعدو أمرًا صعبًا وتم أداء المهمة بنجاح .

وأشار اللواء عارف إلى أن العناية الإلهية أنقذته مرتين فى طريق عودته، حيث أطلقت كتيبة دفاع جوى معادية بالقرب من رأس سدر صواريخ هوك عليه لكنها لم تصبه حيث استطاع الإفلات منها بخبرته فى الطيران بتخفيض سرعته وارتفاعه ، وأنقذته العناية الإلهية مرة أخرى من تحطم محقق للطائرة حيث بدأت لمبة الإنذار الخاصة بالوقود تضىء أثناء عبور الخليج وبالفعل تم التواصل مع مطار قريب للسماح له بالهبوط بدلاً من مطار ألماظة المقرر له وبمجرد الهبوط على الأرض ببداية الممر توقفت المحركات بعد أن استغرقت وقتاً فى الطيران أكثر من الوقت المحدد بمقدار ما يقرب من ٦ دقائق.