فى الصميم

فتش عن.. ترامب!!

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن الولايات المتحدة ستعيش طويلاً مع «فوضى ترامب» التى بدأت مع دخوله البيت الأبيض ولم تنته بخروجه منه، بل استمرت تعصف بكل ما كان يبدو مستقراً فى السياسة الأمريكية!!

بالأمس.. ولأول مرة فى التاريخ الأمريكى تمت الإطاحة برئيس مجلس النواب «كيفين مكارثى» من موقعه الرجل وهو من رموز الحزب الجمهورى صاحب الأغلبية فى المجلس تم إسقاطه بعد اقتراح قدمه العضو الجمهورى أيضا «جيتس» ولم يؤيده إلا ثمانية أعضاء من الجمهوريين، لكن ذلك كان كافياً لعزل مكارثى بعد أن صوّت النواب الديمقراطيون بأكملهم لصالح العزل، ليصدروا مشكلة جديدة وكبيرة لخصومهم فى الحزب الجمهورى المنقسم بين أغلبية محافظة باعتدال، وبين القلة المتشددة من أنصار «ترامب» التى كانت وراء عزل «مكارثى» الذى سلمها رقبته من البداية حين خضع لشروطهم قبل تسعة شهور لكى يصل لرئاسة المجلس وكان من بينها أن يكون لأى عضو منفرداً أن يتقدم بطلب عزل رئيس المجلس.. وهو ما حدث بالأمس!!

السبب المعلن لغضب أنصار ترامب من النواب الجمهوريين أن «مكارثى» توصل لصفقة سياسية مع الديمقراطيين منعت أزمة كبيرة كانت تهدد بإغلاق المؤسسات الحكومية لعدم إقرار الميزانية.

الصفقة التى وافق عليها الديمقراطيون ومعظم النواب الجمهوريين  منحت مهلة ٤٥ يوماً للعمل بميزانية موقتة مع استمرار التفاوض للتوصل إلى تفاهم على الميزانية الكاملة خلال هذه المهلة.

الاتفاق أغضب المتطرفين من أنصار ترامب فى المجلس حيث كانوا يرون أن إغلاق المؤسسات الحكومية ولو لفترة سوف يخدم ترامب ويشير إلى فشل الادارة الديمقراطية، بينما كان مكارثى وغالبية النواب الجمهوريين يرون العكس ويخشون من أن يكون تسببهم فى الإغلاق سبباً فى سقوطهم فى الانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى وقت واحد مع انتخابات الرئاسة!!

الخطير فى الأمر أن منهج إشاعة الفوضى أصبح يهدد المؤسسات الأمريكية. كانت الفوضى سلوكاً فردياً لترامب ومساعديه، ثم جاء اقتحام الكونجرس ومحاولة إلغاء نتائج انتخابات الرئاسة التى فاز فيها بايدن ليكون علامة فارقة فى الحياة السياسية الأمريكية.

الآن يعزل رئيس مجلس النواب، ويدخل الحزب الجمهورى مرحلة جديدة من الصراع الداخلى، ولا أحد يعرف متى ينجح مجلس النواب بأغلبية الجمهوريين فى انتخاب رئيس جديد، ولا ماذا سيحدث إذا تعطلت الميزانية وتم إغلاق مؤسسات الحكومة بسبب فوضى الجمهوريين وانقسامهم، وربما.. بسبب البحث عن وسيلة تبعد الأضواء عن متابعة ترامب وهو ينتقل «كعب داير» من محاكمة إلى أخرى مستمتعاً بإدعاء المظلومية، وبنشر الفوضى!!