تحذيرات من عواقب غير متوقعة لتغير المناخ

تغيرات المناخ
تغيرات المناخ

صرّح علماء بأن جميع الدراسات السابقة، والتي ركزت على ارتفاع درجات حرارة الهواء والماء، فشلت في تقدير التهديد الذي تشكله موجات الحرارة في التربة، حيث أن ارتفاع الحرارة بشكل مفرط سيؤدي إلى عواقب غير واضحة ولكنها مشؤومة على سكان الكوكب جميعا.

وأكد الباحثون أن درجات حرارة التربة لم تجذب سوى القليل من الاهتمام بشكل عام في دراسات تغير المناخ الناجم عن السلوك الإنساني، ويرجع ذلك إلى أن تعقيدات القياس تجعل من الصعب العثور على بيانات موثوقة حول درجات حرارة التربة مقارنة بدرجات حرارة الهواء القريب من السطح، بحسب قولهم.

اقرأ أيضًا|دراسة: تغير المناخ أثر على أكثر من 80 % من سكان العالم بسبب ارتفاع الحرارة خلال يوليو

وقام فريق من الباحثين من جميع أنحاء ألمانيا، بجمع بيانات درجة حرارة التربة وقاموا بحساب هذا المؤشر للعشرة سنتيمترات العليا من التربة، وللهواء الذي يصل إلى مترين فوق السطح، في 118 محطة طقس في جميع أنحاء أوروبا، حيث وجد الباحثون في ثلثي هذه المواقع، اتجاهًا أقوى في درجات الحرارة القصوى داخل التربة مقارنةً بالهواء فوقها.

وأوضحت الباحثة في مجال الاستشعار عن بعد في مركز "هيلمهولتز" للأبحاث البيئية والمشاركة في الدراسة، ألمودينا غارسيا، أن "هذا يعني أن درجات الحرارة القصوى تتطور في التربة بشكل أسرع بكثير منها في الهواء".
وأفاد الباحثون بأن "عدد الأيام التي ترتفع فيها درجات حرارة التربة يتزايد بسرعة أكبر من ما هي في الهواء، مرجعين ذلك، إلى حد كبير، إلى التغيرات في رطوبة التربة، نظرًا لدورها الرئيسي في التأثير على تبادل الحرارة بين التربة والهواء".

وأضاف الباحثون، بالقول: "إن قدرة درجات الحرارة القصوى في التربة على تجاوز درجات الحرارة القصوى في الهواء يمكن أن يكون لها آثار خطيرة، إذ لا يقتصر الأمر على الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة أو الشبكات الغذائية الأوسع التي تعتمد عليها، بل يتعدى ذلك"، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وحذّر الباحثون من أنه "إذا كانت التربة أكثر دفئا من الهواء فوق السطح، فإنها قد تطلق حرارة إضافية في الغلاف الجوي السفلي وكربون إضافي، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي".


وقال جيان بينج، رئيس قسم الاستشعار عن بعد في مركز "هيلمهولتز": "تعمل درجة حرارة التربة كعامل في ردود الفعل بين رطوبة التربة ودرجة الحرارة، وبالتالي يمكن أن تطيل من فترات الحرارة في مناطق معينة".
وأضاف بينج: "يجب إعادة تقييم الدراسات المتعلقة بتأثيرات درجات الحرارة القصوى، والتي تأخذ في الاعتبار درجات حرارة الهواء بشكل أساسي ولكنها قللت من تقدير عامل درجات الحرارة القصوى في التربة".