حكم رادع l يبتز خطيبته بنشر صورها الخاصة.. والمحكمة تعاقبه بـ 15 سنة سجن مشدد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منى‭ ‬ربيع‭ ‬

  هكذا المثل يقول «حرص ولا تخون» ويبدو اننا في زماننا هذا من ينطبق عليه هذا المثل الدارج؛ فالمجني عليها في هذه القضية طالبة جامعية، تمت خطبتها لأحد زملائها والتي كانت تربطها به علاقة عاطفية بريئة تم تكليلها بالإطار الرسمي، وقتها ظنت أنها امتلكت الدنيا كلها بعد خطبتها بمن تحبه، كانت تحدثه عبر مكالمات الفيديو وترسل له صورها فمرآة الحب عمياء كانت تثق به باعتباره سيكون زوجها المستقبلي لكن بعد عدة أشهر من الخطوبة ظهر لها وجهه الحقيقي وبدأت صفاته السيئة تتضح لها؛ لتقرر فسخ الخطبة، ظنت أميرة أنها أغلقت تلك الصفحة من حياتها وسوف تبدأ من جديد لكنها اكتشفت انها فتحت صفحة جديدة في ملف قضية جديدة نظرتها محكمة جنايات الزقازيق، وضد من كانت تظنه حبيبها ورجل المستقبل،  تفاصيل القضية ترويها السطور التالية.

تفاصيل القضية ترجع وقائعها إلى نهاية عام عندما 2022 حين تعرفت اميرة على أحد زملائها في الجامعة والذي أبدى إعجابه بها منذ الوهلة الأولى، فهي كانت دائمًا في حالها ليس لها أي علاقة سوى بصديقتين فقط، ولم يكن لها أي تجارب في الحياة، لذا أخذ أحمد يتقرب منها وهو يخبرها بأنه اعجب بأخلاقها وادبها وعائلتها الكبيرة، وبدأ قلب أميرة يتعلق به، وشعرت نحوه بالإعجاب، وتكررت اللقاءات بينهما حتى تطور الإعجاب إلى حب متبادل بين الطرفين وفي نهاية السنه الثالثة من الجامعة، طلبت اميرة من احمد أن يتقدم لطلب يدها من أسرتها فهي تريد أن تكون علاقتهما على مسمع ومرأى من الجميع، لكنها فوجئت بأحمد يرفض لانه غير مستعد ماديا لاي علاقات رسمية فهو مازال طالبًا ولم يعمل بعد، لكنها أخبرته بأنها ستقف بجانبه وستساعده خاصة أنها من أسرة ثرية ولن يبخلوا عليها بشيء ويفعلون لها ما تريد، فهي ابنتهم الوحيدة، في البداية رفض احمد لكن بعد إلحاح من اميرة ذهب إلى أسرتها ليتقدم لخطبتها، في البداية رفضت الأسرة الخطبة لكن اميرة ألحت على أسرتها وأخذت تضغط عليهم بشتى الطرق حتى وافقوا على الخطبة، وقامت اميرة بمساعدة حبيبها في شراء الشبكة وكل ما يستلزم الخطوبة من وراء أسرتها.

تهديد وابتزاز

فرحت اميرة انها حققت حلمها لخطبتها لمن تحب ولمن ملك قلبها، كانت في بداية الخطوبة مثل الخاتم في إصبعه لا ترفض له طلبًا لدرجة أنه جعلها تقطع علاقتها بأقرب صديقاتها، وأصبحت وحيدة لايوجد في حياتها غيره، طوال الوقت يطلب منها أن تحدثه عبر مكالمات الفيديو وترسل له صورها، باعتباره سيكون زوجها المستقبلي في البداية لم ترفض له طلبا؛ لكنها فوجئت به بعد ذلك يطلب منها أموالا، وفي كل مرة يخرجان سويا يطلب منها أن تدفع هي الحساب، هنا شعرت اميرة أنه يستغلها ويستغل حبها له، وظهر لها على حقيقته فهو انسان اناني لايريد منها سوى أن تنفق عليها فهي بالنسبة له زيجة سهلة لن تكلفه شيئًا ولما لا يفعل ذلك وهي الابنة الوحيدة لأسرتها التي لايرفضان لها شيئا، فتمادى الشاب في ابتزازه لها؛ هنا قررت اميرة أن تتمرد على خطيبها، تطالبه بتنفيذ واجباته نحوها كخطيب إلا أنها فوجئت به يعاملها اسوأ معاملة، ليصل به الأمر في إحدى المرات أن تجرأ عليها وضربها في الشارع أمام الناس.

في تلك اللحظة قررت اميرة فسخ الخطبة وقطع علاقتها به في الحال وذهبت الى والديها تروي لهما ماحدث؛ ليتصل به الاب معنفا إياه، وقد قررت الأسرة فسخ الخطبة، وحذره لو تعرض لابنته مرة ثانية، جن جنون احمد حاول الاتصال بأميرة اكثر من مرة وعندما وجدها تغلق الخط في وجهه بدأ يتعرض لها في الطريق العام وداخل الجامعة، حتى اخبرت أسرتها مرة ثانية، ليذهب اليه الأب ويهدده أنه سيحرر له محضرًا في قسم الشرطة اذا لم يبتعد عن طريق ابنته.

ظنت اميرة أن تلك العلاقة انتهت بفسخ الخطبة، لكنها لم تعلم انها فتحت بابًا آخر لمشكلات جعلتها تعيش عدة أسابيع في جحيم، بالفعل ابتعد احمد عن طريق اميرة وظنت وقتها أن حياتها استقرت، وانها فتحت صفحة جديدة، لكن بعد فترة فوجئت الفتاة برسالة تأتى لها عبر حسابها على الفيس بوك بها صور لها بملابس المنزل ويطلب منها مبلغ مليون جنيه مقابل عدم نشرها على مواقع  السوشيال ميديا وفضحها، خافت اميرة في البداية حاولت التفاوض مع صاحب الحساب الوهمي، لكن بعد تفكير اخذت تسترجع تلك الرسائل والصور وتذكرت أن تلك الصور ارسلتها لخطيبها السابق، هنا قررت أن تنهره وألا تخضع لابتزازه الحقير، وبالفعل ارسلت له رسالة تؤكد فيه رفضها لطلبه، لكنها فوجئت به يرسل صورها لإحدى صديقاتها، والتى اتصلت بها فورًا لتخبرها بما يفعله خطيبها السابق واكدت لها انه ارسل لها رسالة هي الاخرى يتوعد فيها اميرة بأنه سيفضحها إذا لم تعطه المبلغ الذى طلبه منها.

النهاية

هنا لم تجد اميرة امامها سوى ابلاغ اسرتها  بما فعله خطيبها، في البداية وبختها اسرتها على إرسالها له صورها بملابس المنزل، خاصة وانه مازال خطيبها ولا يصح ذلك، وانها لا يجب ان تعطى ثقتها لأي شخص، لأنه قد يستغل تلك الثقة، اعترفت اميرة بخطأها وطلبت من والدها مساعدتها، أسرع الأب بتحرير محضر يكشف فيه تعرض ابنته لابتزاز عبر حساب الفيس بوك؛  ليتم إحالة المحضر إلى النيابة العامة التى طلبت تحريات المباحث التى كشفت  قيام خطيب اميرة السابق بابتزازها وانه اثناء  خطبتهما منذ أشهر تحصل منها على  صور شخصية، ثم قام بإدارة حساب على موقع التواصل الاجتماعي بغرض تهديد المجنى عليها وإرسال صورها إلى أصدقائها ومعارفها وتهديدها مقابل الحصول منها على مبالغ مالية، وتوصلت التحريات أن الهاتف المستخدم فى الواقعة هو هاتف المتهم.

 وعقب تقنين الإجراءات تم تحديد المتهم وإلقاء القبض عليه وإحالته من قبل النيابة العامة لمحكمة جنايات الزقازيق في القضية رقم 17514 لسنة 2023 جنايات مركز شرطة الزقازيق، وجاء في قرار الإحالة؛ أن المتهم انشأ حسابًا خاصًا على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، وهدد المجني عليها طالبة جامعية بصور شخصية لها، على أثر علاقة خطبة جمعت بينهما، وذلك مقابل الحصول منها على مبلغ مالى قدره مليون جنيه، وأن النيابة العامة اتهمته  بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة بالمجنى عليها.

تم تقديم المتهم إلى المحاكمة امام محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار ضياء الدين محمد أبو الوفا، وعضوية  كل من المستشارين وليد أنور إبراهيم، ومحمد حسني بشرى، ومحمد ماهر رشاد، وأمانة سر محمد فاروق، وأحمد غريب، وبعد عدة جلسات أصدرت حكمها على احمد بالسجن لمدة 15 سنة، وألزمته بالمصاريف الجنائية؛ لاتهامه بإنشاء حساب على مواقع التواصل الاجماعى، واستخدامه في تهديد طالبة جامعية بصور خاصة لها، حيث كانت تربطه بها فترة خطوبة، وذلك لابتزازها والحصول منها على مبلغ مليون جنيه.

اقرأ أيضًا : السجن 3 سنوات للمتهم بتهديد وابتزاز ممرضة على الإنترنت

 

 

;