ماوراء «جولدا»!

محمد واهدان
محمد واهدان

محمد واهدان

أيام قليلة تفصلنا عن حلول الذكرى الـ50 لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة والتى غيرت مجرى التاريخ، ومع هذه المناسبة توقفت كثيرا أمام فيلم «جولدا» للمخرج جاى ناتيف ولبطلته هيرين ميرين ، والذى بات حديث السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، الفيلم يسرد الفترة المهمة فى حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير خلال حرب «6 أكتوبر 1973»، وبالتحديد خلال أول 21 يوما من المعركة ،حيث فوجئت جولدا مائير وحكومتها بهجوم القوات المصرية والسورية على سيناء ومرتفعات الجولان، وخلال أحداث الفيلم يحرص المخرج على تجميلها وتحسين صورتها، وذلك بأن يجعل «جولدا» تواجه العديد من الأزمات لخلق تعاطف كبير معها ، فمن معاناتها لمرض السرطان، إلى جانب إحباطها من وزراء حكومتها من الذكور، وحتى استقالتها عام 1974 ، ستجد فكرة « الصعبانيات» حالة عامة فى الفيلم ..ولكن ماهو السر ياترى ؟


السر فى كيف تخدع المشاهد عن طريق سرد نصف الحقيقة فقط وتغيير الأحداث.. نعم فخلال ال ١٠٠ دقيقة وهى مدة عرض الفيلم ، ستجد أنماطا من التسول العاطفى لتحسين وتلميع صورة البطلة المعروفة بشخصيتها الحديدية، تدخن بشراهه وتوتر طوال الفيلم ، ليظهروها كإمرأة كرتونية لا تمت لذاك المعدن الصلب- لغرض ما فى نفس يعقوب- ..يقدمونها كشخص مضحى يتناول علاجه سرا، وتنسى ألمها أمام جنودها المهزومين ، والأعجب أن العديد من المصريين يبحثون عن العمل لمشاهدته بتفاوت أكثر من الأجانب .


 الخلاصة: «لاشك فى أن الجندى المصرى إستطاع تحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، عبر خط بارليف المنيع واسترد أرض سيناء ، وهم أكدوا على ذلك فى الفيلم ، ولكن هل تمكنا من التعبير السينمائى عن انتصارنا؟ علينا أن نسارع بالدخول إلى ميدان السينما العالمية،بعمل أفلام بمواصفات عالمية مثل جميلة بوحريد وعمر المختار أو الرسالة ،أتذكر مافعله مسلسل الإختيار الذى خلق حالة من الحب والدعم لشهدائنا وأيضا فيلم الممر الذى تناول النكسة ، المطلوب إعادة تنشيط لقوانا الناعمةحتى نقدم للعالم صورة تفند أكاذيب المدلسين ومغتصبى الأوطان».
 فيسبوكيات:«التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون».