كلام على الهواء

الحبيب.. وأحبابه

أحمد شلبى
أحمد شلبى

فى الذكرى العطرة لمولد سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حبيب الله وخاتم النبيين والرسل.. ورحمة الله للعالمين نلتمس بعض النفحات الطيبة.


قال عنه الله عز وجل «وإنك لعلى خلق عظيم» ما أروع مواقف سيدنا محمد حتى مع الكفار يوم فتح مكة عندما قال لهم ماذا تظنون أنى فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن أخ كريم فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، يالها من رحمة رغم ما لاقاه منهم من عذاب وتعذيب للمسلمين وكراهية ومكائد وحروب وهو يدعوهم للتوحيد.. إنها رحمة وخلق عظيم وحتى عندما ذهب للطائف يدعوهم إلى عبادة الله الواحد.. آذوه وألقوا عليه الحجارة حتى أدمت قدماه الشريفة ونادى ربه فى حديث أوله اللهم أنت ربى وآخره إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى ونزل سيدنا جبريل عليه السلام ومعه ملك الجبال وقال يا رسول الله إن أردت أن أطبق عليهم الأخشبين أى الجبلين فعلت قال وهو فى أشد مرارة الألم ليس من جسده الطاهر ولكن من صد دعوته إلى التوحيد، لا يا ملك الجبال لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله، محمد رسول الله.. إنه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤوف بالناس لا يغضب إلا لله.


أين نحن من هذه المواقف التى تتسم بالرحمة والرأفة.. أين نحن من خلق رسول الله مع العدو قبل الصديق.. أين نحن وقد سمانا أحبابه عندما قال لأصحابه اشتقت إلى أحبابى قالوا أولسنا أحبابك قال لا بل أنتم أصحابى أما أحبابى قوم يأتون من بعدى يؤمنون بى ولم يرونى.. يا له من نداء أن يذكرنا سيدنا محمد بأحبابه ويشتاق لنا.. يا رب لا تحرمنا لقاءه وشربة ماء من يده الكريمة لا نظمأ بعدها أبدا.
الدروس المنتقاة من سيدنا محمد لا تنضب بل هى سارية بطول المكان والزمان ووصاياه أحكام تصلح الإنسان وتنظم حياته وتحقق له السعادة ولكن للأسف بعدنا عن ذكراه وأحاديثه حتى صرنا أعداء لأنفسنا وشرخنا جدار الخلق وصارت الجرائم الأسرية والنفاق يشوب حياتنا.


ليتنا نعود إلى معنى أحباب رسول الله حتى ننعم بالدنيا والآخرة فى ظل عرش الرحمن الرحيم.