«تسبيحُ الصمت» قصيدة للشاعر علي النهام

الشاعر علي النهام
الشاعر علي النهام

 قالت (لكَ الشوقُ) فانشقَّ المدى غزلا

وقامَ يبحثُ عمّن عطّرَ السبُلا

 

أوحتْ إلى الناي لحنًا فاستوى شجنًا

وأقبلَ الفجرُ من أهدابِها ثملا

 

ألقى إلى الضوءِ سرَّ الشمسِ مشتعلًا

وقال للشمسِ هاكِ المشتهى بدلا

 

تسرَّبتْ من ثقوب الناي ضحكتُها

كأنّما اللحنُ في قيثارِها اغتسلا

 

لم يلتفتْ غيرُ طرفٍ في ابتسامتِها

وحاجبٍ أشعلَ الأشواقَ وارتحلا

ناجيتُها - سَكِرَ التعبيرُ في شفتي

وسبّحَ الصمتُ حتى أطفأَ الجُملا

 

كان البياضُ نبيًّا فوقَ خُضرتِها

وصوتُها، عطرُها مرّا بنا رُسلا

 

آمنتُ بالحبِّ، صلّتْ كلُّ جارحةٍ

والشوقُ في خافقي ما زال مبتهلا

 

ناديتُها ألّفي قلبًا بهِ ولهٌ

قالت فخذْ إنني أوقفتُكَ القُبلا

 

لا توغلِ الآنَ في التأويلِ منفردًا

حتى ترى اللهَ في أشواقِنا اكتملا

 

سألتُها واشتعالي كيفَ أطفئهُ؟

قالت تسلَّ ولكنْ حاذرِ الزللا

 

شاكستُها ولهيبُ العشقِ يصفعُني

ما أتعسَ الشوقَ في بوابةِ البخلا!

 

تبسمتْ ثمَّ قالت ذاكَ منزلُنا

ونحنُ نكرمُ من في دارِنا نزلَا