نحن والعالم

قاطعوا الأولمبياد

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

لدى فرنسا هوس غريب بالحجاب الإسلامى رغم انها تضم أكبر جالية مسلمة فى أوروبا - أو ربما لهذا السبب!. يفضح هذا الهوس سلسلة قرارات التضييق التى لا تنتهى التى تختص بها السلطات الفرنسية الحجاب تحت مظلة ما تدعوه «بأيديولوجية العلمانية الصارمة» التى تحظر الملابس ذات الرمزية الدينية فى المؤسسات العامة.

والملاحظ للأمر سيمكنه تتبع نهجاً تصاعدياً فى التعسف الفرنسى تجاه الزى الاسلامى بدأ بحظر الحجاب فى المدارس فى 2004 مع القبعات اليهودية وعمامات السيخ والصلبان المسيحية بزعم المساواة بين المعتقدات. ثم امتد لمنع النقاب فى الأماكن العامة فى 2010 بزعم الضرورة الأمنية، بعدها تصويت فى يناير العام الماضى على منع الحجاب خلال المنافسات الرياضية التى تنظمها الاتحادات المحلية، تبعه منع لاعبات كرة القدم من ارتداء الحجاب يونيه الماضى - رغم إلغاء «الفيفا» حظر تغطية الرأس لأسباب دينية عام 2014.

ثم مؤخراً قرار وزير التعليم الفرنسى حظر ارتداء الطالبات المسلمات للعباءة فى العام الدراسى الجديد، رغم عدم وجود زى موحد للطلاب، ومن قبلها منع الأمهات المحجبات من مرافقة أبنائهن خلال الرحلات المدرسية. وأخيراً قرار منع ارتداء الحجاب للرياضيات الفرنسيات المشاركات فى أولمبياد باريس 2024، بالرغم من سماح اللجنة الأولمبية الدولية بارتداء الحجاب أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية.

هذا القرار أثار جدلاً واسعاً، ليس فقط لاعتراض الأمم المتحدة من حيث المبدأ على فرض ملابس معينة على النساء أو حظرها، ولكن لأنه يأتى على خلفية احتفاء العالم والمؤسسات الرياضية الدولية الشهر الماضى بالمغربية نهيلة بنزينة لمشاركتها فى كأس العالم للسيدات بالحجاب لأول مرة فى تاريخ البطولة العالمية تحت شعار «لا تمييز فى الرياضة».

من هنا يتضح ان ما تفعله فرنسا خرق حقوقى تكتمل فيها عناصر سبق الإصرار والترصد وتكشف عن عنصرية مقيتة وازدواجية بمعايير حرية التعبير التى ينادى «بها الغرب. وفى مواجهة ذلك أدعوكم للانضمام لحملة مقاطعة اولمبياد باريس المنتشرة حالياً على منصات وسائل التواصل الاجتماعى.