وقفة

أكتوبر باعترافاتهم

أسامة شلش
أسامة شلش

ما زال لدى اليقين أن حرب أكتوبر رمضان ١٩٧٣ لم تبح بكل الأسرار، مازال هناك الكثير والكثير سيخرج من جوف التاريخ ليحكى ما أسفرت عنه تلك الحرب المجيدة خاصة فى ساعاتها الست الأولى من الثانية وخمس دقائق لما بدأت المعارك وحتى الثامنة مساء مع بيان النصر، وبعد أن تمددت جسور العبور ونشر ٨٠ ألف مقاتل على المواقع الجديدة شرق القناة، مازال اقتحام القناة نفسه والعبور يحتوى على الأسرار، كيف تم رغم كل التحصينات الإسرائيلية وكيف تمكن الجنود من السيطرة على الضفة الشرقية بصدورهم العارية وقواربهم المطاطية التى عبروا بها المانع المائى المنيع وكيف سيطروا على أنابيب النابالم الحارق أسفل مياه القناة والتى زرعها العدو حتى لا نفكر فى الحرب ثم سيطروا على خط بارليف المحال الذى كان يؤكد الخبراء العسكريون استحالة اقتحامه.
ومازالت خطة الخداع المصرية قبل الحرب هى سر الأسرار فى النصر الكبير.

انتصار أكتوبر فى يوبيله الخمسين يجب أن يكون الدرس الأول فى مدارسنا التى تبدأ عامها الجديد من الغد، أكتوبر كان معجزة حققها المصريون بسواعدهم ويكفى أن نسرد أقوال قادة إسرائيل التى تلت الحرب وفى أثنائها، قال موشيه ديان وزير دفاعهم بالحرف لقد كانت الحرب وكأنها الزلزال المدمر، لقد انتهت حالة التقدم الإسرائيلى والنصر الدائم للأبد، وانتهت للأبد نظرية هزيمة العرب فى ساعات التى كنا نرددها، لقد أصبحت نظرية خاطئة، أما رئيسة وزراء إسرائيل إبان الحرب جولدا مائير فاعترفت بأنها كانت على وشك الانتحار، وقالت إن أكتوبر لم يكن مجرد حرب ولكن كانت مأساة عشتها وسأعيشها، لقد كانت الأخبار التى تأتى من الجبهة مروعة من هول الخسائر فى الأفراد والمعدات.

أما خدعتهم ايريل شارون وزير البنية التحتية فيما بعد ورئيس وزراء إسرائيل الدموى وكان فى الحرب قائد الفرقة ١٤٣ المدرعة احتياط فقال عن المعارك لقد كانت قاسية أمضيت أسوأ الأيام على الجبهة وخسرت الكثير من المعدات و٣٠٠ فرد من أكفأ الضباط والجنود، لقد فاجأونا من كل اتجاه ولم نستطع دفعهم للخلف مرة أخرى وتكبدنا خسائر كبيرة، وقمت باقتحام القناة بناء على أوامر القيادة رغم معارضتى لتلك الفكرة التى للأسف كبدتنا خسائر فادحة.
كل سنة ومصر وجيشها وقيادتها بخير وتحيا مصر.