فى المليان

البنك الآسيوى حدث عالمى بعد زيـارة الـوفـد الـصينى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

شهدت القاهرة يوم الأحد الماضى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لوفد صينى رفيع المستوى برئاسة «لى شى» عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسى باللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى بحضور المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ وسفير الصين بالقاهرة..

وشهد اللقاء تثمين الجانبين علاقات الصداقة التاريخية بين مصر والصين على جميع المستويات الرسمية والبرلمانية والشعبية، وتأكيد الحرص المتبادل على مواصلة تطوير التعاون الثنائى فى ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين، واستعرض اللقاء جهود زيادة التعاون فى مجالات عدة من بينها التبادل التجارى وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والطاقة والسياحة والعمل المناخى الدولى.

وجرى تبادل وجهات النظر بشأن سبل حفظ السلم والأمن الدوليين، وعرض الجانب الصينى رؤاه فى هذا الشأن، وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على الإسهام الإيجابى فى التصدى للتحديات الراهنة التى تواجه المجتمع الدولى، وتعزيز العمل الجماعى الدولى المشترك بما يحافظ على السلم والاستقرار ويدفع فى اتجاه إصلاح منظومة الحوكمة المالية الدولية. وأعرب المسئول الصينى عن رؤية بلاده الإيجابية لما شهدته مصر خلال السنوات من تطور تنموى لافت يهدف لبناء قدرات الدولة ونهضتها منوها فى هذا الصدد إلى جهود تطوير محور قناة السويس التى تعكس الموقع الاستراتيجى الفريد لمصر بين الشرق والغرب والتحسن المطرد فى مناخ الاستثمار، مشيراً الى اتساق الرؤية التنموية المصرية مع مبادرة الحزام والطريق الصينية.. 

ومن ناحية أخرى فى سبيل تأسيس مصر لشراكة قوية وراسخة بين القارتين الإفريقية والآسيوية عقد على مدى يومى الإثنين والثلاثاء الماضيين بمدينة شرم الشيخ الاجتماع السنوى الثامن لمجلس محافظى البنك الآسيوى للبنية التحتية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبدأت الاجتماعات بكلمة من الرئيس، وتلتها كلمة جين لى تشون رئيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية. وكلمة للدكتور محمد معيط رئيس مجلس محافظى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية ووزير المالية، ثم كلمة الدكتورة سرى موليانى اندراواتى محافظ البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية ووزيرة المالية فى جمهورية أندونيسيا..

وتكتسب اجتماعات البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية أهمية خاصة هذا العام باستضافة مصر هذا الحدث كأول دولة أفريقية تعقد على أرضها اجتماعات البنك الآسيوى فى ظل تزايد الحاجة الى تنويع مصادر التمويل وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الآسيوية، وجذب الاستثمارات وفتح الأفاق لشراكات جديدة ومجالات للعمل والتنمية المشتركة. 

وتلعب مصر دورا استراتيجياً باستضافة الاجتماع الثامن لمجلس محافظى البنك الآسيوى للبنية التحتية، وذلك لدفع التعاون متعدد الأطراف بين أفريقيا وآسيا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العمل المشترك بما يحقق جميع الأهداف.. 

وتعد مصر من الدول المؤسسة للبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، كما أنها أكبر مساهم من القارة الأفريقية، فقد انضمت مصر إلى عضوية البنك بعد موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسى وموافقة البرلمان المصرى على التصديق على اتفاقية الانضمام إلى عضوية البنك فى عام 2016..

وتصل محفظة التعاون بين مصر والبنك الآسيوى للبنية التحتية إلى 1٫3 مليار دولار لدعم المشروعات التنموية منها 300 مليون دولار فى قطاع إدارة المياه و360 مليون دولار لدعم الموازنة و250 مليون دولار لمشروع مترو أبو قير الكهربائى، و 210 ملايين دولار لتمويل القطاع الخاص، بالإضافة إلى تمويل المشروعات الصغيرة من خلال خط إئتمان للبنك الأهلى المصرى بقيمة تصل إلى 150 مليون دولار. 

ويعتبر البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية بنك تنمية متعدد الأطراف تتمثل مهمته فى تمويل البنية التحتية المستدامة وبدء البنك أعماله فى العاصمة الصينية بكين فى يناير 2016، ويصل عدد أعضائه الآن إلى 106 أعضاء برأسمال 100 مليار دولار. 

وحول المؤتمر وفى تصريحات صحفية قال الدكتور محمد معيط وزير المالية ومحافظ البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية إن اجتماعات البنك الآسيوى هذا العام تمثل حدثاً عالمياً يجمع 3 آلاف من أهم الشخصيات المؤثرة دولياً، بينهم 106 وزراء مالية ورؤساء بنوك مركزية. 

وأضاف الدكتور محمد معيط أن البنك الآسيوى يدرك أهمية الدور الذى يمكن أن تقوم به مصر فى تحقيق التواصل والاندماج بين القارات الأفريقية والآسيوية والأوروبية، موضحاً حرص البنك على دعم ومساندة جهودها لتحقيق التنمية.