انتباه

مبادرة جديرة بالتشجيع

علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب

عام دراسى جديد يبدأ، وأحلام وآمال وطموحات عديدة تبدو فى الأفق، تُداعب التلاميذ، وأسرهم، تماماً كما تُشاغل عقول المدرسين والإدارات التعليمية على كافة المستويات، من المدرسة وحتى قمة الهرم حيث يجلس الوزير.

أتابع من موقع «الجَّد» ما ينتظر الأحفاد، فى ظل التفعيل المرتقب للعديد من الأفكار الجديدة للارتقاء بالمنظومة التعليمية بعد طول انتظار.

ربما كان أكثر ما توقفت أمامه، المبادرة التى أطلقتها «مؤسسة فاهم» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بهدف دعم التربية الإيجابية للطلاب، عبر الارتقاء بآداء الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، ويكتمل المثلث من خلال إسهام مؤسسة «التعليم أولاً»، باستهداف تدريب ١١٠٠ إخصائى نفسى واجتماعى فى المرحلة الابتدائية.

نقطة البداية صائبة، فأى بناء سليم للإنسان لا ينطلق من هذه المرحلة، لا يعد خياراً مثالياً، ففى سن السادسة، ومع أول احتكاك حقيقى مع العملية التعليمية، لابد من التوازن فى تقديم مفهوم تطبيقى يجمع بين العلمى والروحى والنفسى والاجتماعى، ليكون المنتج متوازناً.

التركيز على تقديم المعارف فقط قد يُفضِى إلى تخريج طالب متميز علمياً، لكن ينقصه الكثير، على أصعدة لا تقل أهمية عن الجانب العلمى، وهنا يأتى دور المسئول عن الدعم النفسى والاجتماعى والتربوى والروحى، والحق أن المسئولية مشتركة لا تقتصر على الإخصائى، وإنما المعلم والإدارة والقائمون على الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية شركاء فى إنجاز الهدف، الذى ينصب فى المحصلة الأخيرة على تحسين جودة التعليم، كأحد أهداف التنمية البشرية وبناء الإنسان.

المبادرة التى انطلقت بداية مبشرة وطيبة، لكن لابد أن يتم توسيعها وتعميمها عبر دخول أطراف أخرى قادرة على تعزيز إمكاناتها، بالمزيد من الموارد البشرية والمادية، لتصل إلى أعداد أكبر من المدارس، وتتخطى المرحلة الابتدائية إلى باقى المراحل.

البدايات الجميلة يجب أن تُغرى بالبناء عليها دون توقف.