نحن والآخرون

هل نستطيع الاكتفاء بأنفسنا أم نحتاج للآخرين فى حياتنا؟ 

مياده المعتز شاكر
مياده المعتز شاكر

أراهن نفسى أن معظمنا يأتى عليه وقت يفكر فيه فى الاستغناء عن الآخرين؛ لما تعرضنا له من إحباطات

فى مختلف أنواع العلاقات فى حياتنا.

فقد أصبح ضغط المجتمع علينا خانقاً، مما لا يشجع على الانخراط فيه؛ سواء على صعيد العائلة أو العمل.

أصبح الاختلاط يتسبب فى أغلب المشاعر السلبية من غيرة ومقارنات وانتقادات.

ولعلكم لاحظتم فى السنوات الأخيرة أن المجتمع أصبح لا يتقبل الاختلاف. كل شخص يرغب فى فرض أفكاره وأيديولوجياته على الآخرين ولا يتقبل آراءهم أو اختلافهم؛ وأصبح الاصطدام حتمياً إن سولت لك نفسك أن تناقش شخصاً ما، حتى إن كان مثقفاً، فى أى موضوع جدالى.

وإن أردت أن تجد ملاذاً فى وحدتك لتحمى صحتك النفسية، فلن يتركوا لك هذه الفرصة أبداً لتهنأ بها.

فقد أصبحنا نتدخل فى حياة الآخرين ونصدر أحكاما واستنتاجات ثم نتبرع بالنصيحة.

فلم نترك المجتمع وأفراده الذين نتعامل معهم يوميا، يؤثر علينا تأثيراً سلبياً لهذا الحد؟ سواء بأن يشعرك أن حياتك ليست ناجحة بما يكفى، أو أنك لست متديناً بما يكفى، أو لست سعيداً بما يكفى.... وغيره من مختلف القناعات التى تفرض علينا كل يوم وتزداد يوما بعد يوم، مثلما تزداد التساؤلات المتطفلة.

فإن كنت غير متزوج، فلم لم تتزوج بعد؟ وإن كنت تزوجت ولم تنجب، فلم لم تنجب بعد؟ وإن كنتِ لا تعملين، فأنتِ بلا قيمة، وإن كنتِ تعملين، فأنت أم مهملة... إلى آخره من التدخلات القبيحة.

وإن كان هذا تأثير المجتمع علينا، فما قيمة الانخراط فيه؟

أنستكفى بأنفسنا ودوائرنا الصغيرة المغلقة ليرتاح لنا بال؟ أم الجنة دون ناس لا تنداس كما يقال؟؟
اترك لكم الرأى.