«العَـلَم».. قصيدة للشاعر محمد يونس

الشاعر محمد يونس
الشاعر محمد يونس

لِتَرْتفِعْ

يشدُّنا ارتقاءُ نسجِكِ الرفَّافْ

معارجَ السنا

يشدُّنا

خَوَافِقاً وأعيُنَا

يشدنا

فنرتقي

ندورُ في المدى معكْ

كواكباً.. كواكبا

تضيء للذين يقبلون بعدنا مذاهِبَا

                        * * *

لترتفـعْ

أنت الرجاءْ

إمَّا ظللتَ خفقةً من كبرياءْ

                        * * *

لترتفـعْ

فكلُّ رفةٍ عزيزةٍ ماجتْ على صدرِ السماءْ

وَمَوَّجَتْ مع ارتفافها النسيم موجتينِ

موجةً من الإباءْ

وموجة تعيد في مسامع الذين يقبلون بعدنا

ملاحم الفداء

فيسهرون حول صاريك المديدِ مثل مجدِ السنديانْ

يسهرون ديدبانْ

كرامةً لروح من تساقَطُوا

وهم رُؤى تتوق أن تراك رفرفاتٍ في السماء

تتوقُ أن تراكْ

                        * * *

لترتفـعْ

فأنت أنت مصرْ

لك الولاءْ

جمعت في نسيجك المصبوغ مِنْ دمائنا

وصبرِ ليلِنا الطويلْ

وَصُبْحِنا

جمعتَ أحلامَ الضَّحايا الأبرياءْ

خُيُوطَ ضوءْ

أرواحُهم

تطوف حول نورها

مَوَاكِبا .. مَوَاكِبا

تطوف.. في طوافها

شوقٌ ووجْدْ

تذكارُ خُلدْ

وسام مجدٍ كابرٍ فوق القلوبْ

سقته من وجيبِها

برقَ الدّماء

إباء من ثاروا فساروا في مهاوي المهلكاتْ

فصائِلاً.. فصَائلا

تبيد كي تراك في السماء كوكبا

يدور في معارك العلاءْ

نسعى إليك كعبةً

نسعى إليكْ

نرنو إليك قِبْلَةَ

نَرْنو إليكْ

يُغطي العيونَ ضوءَها

فلا ترى إذا هويتْ

إذا انحنيتَ للرياحْ

                        * * *

لِترتفـعْ

فإن من تجرعُوا مرارَ الانهزامْ

ومَنْ مَشَوا إلى الردى جَسَارةً لا تنكفئْ

لا تنثني لخطوها أقدامْ

ومن تكحّلوا بالسهدْ

ومن تعوّذوا بالصبرْ

ومن تعلقوا بالنصر حُلمَ يومٍ مقبلٍ برغمِ عائقاتِ العصرْ

فكلُّ هؤلاءْ

يأبون أن يروكَ في الثَرَى مُنَكَّسَا

يأبون أَنْ تُسَاءْ

وَقَدْ رأوكَ عاليا

في رفرفاتِك البقاء

ومجدَ من تمرَّدوا

كرامةً

وثورةً

رَفْضاً لِذلِّ الاِنحناءْ

                        * * *

لترتفـعْ

فأنت والسماء رايتانْ

تظللان كل شعب ثائرٍ على الهوانْ

وأنت والخلودُ آيتانْ

تجلّتا في كل نار أُشْعِلَتْ على مفارق الظلامْ

كنار موسى بعدها

عَهْدٌ وَبَدءْ

وثورةٌ تُمجّد الإِنسانْ

وأنت والأحلام كعبتانْ

يأتيكما قاصٍ ودانْ

وأنت وانطلاقةِ الأسير من زنازن الزمانْ

جناحُ طائر دَوَّارْ

في كلّ رفّة يرفّها نهارْ

وأنت ملهمٌ مِعْطَاءْ

وأنتَ أَنْتْ

فلترتفـع

يا أيها العلم

ففي ارتفاعِك ارتفاعُ أمةٍ

ترى القِممَ

دون حلمها الأشمْ

لترتفعْ

لترتفـعْ

لترتـفـعْ   

اقرأ أيضا | «الآن.. سأكمل لأمي بطولات أبي» قصة قصيرة للكاتب عبدالنبي النديم