صعودٌ هائل لاقتصاد الفضاء.. والأمم تتسابق للاستفادة من فرص الاستثمار

موضوعية
موضوعية


يشهد قطاع الفضاء نموًا هائلا في السنوات الأخيرة، حيث تتجه المزيد من الشركات والمستثمرين حول العالم إلى ضخ الأموال في المشاريع المرتبطة بهذا القطاع، وقد اكتسب مجال الفضاء أهمية استراتيجية منذ بداية المهمات الفضائية في منتصف القرن الماضي، وحتى اليوم.

ويمتلك قطاع الفضاء إمكانيات هائلة تشمل أبعادًا اقتصادية كبيرة، خصوصًا بعد ما برز مصطلح اقتصاد الفضاء منذ عدة عقود، وشهد هذا الاقتصاد نموًا غير مسبوق خلال الأعوام الماضية، ليكسر خلال عام 2022 حاجز نصف تريليون دولار.


وأفاد تقرير صادر عن "سبيس فاونديشن" المؤسسة الغير ربحية في مجال الفضاء، بأن اقتصاد الفضاء نما عالميًا بنسبة 8% ليصل إلى 546 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 41% خلال الخمس سنوات المقبلين، وسيتخطى تريليون دولار  وسيُواصل نموه ليُصبح اقتصادًا تريليونيًا بحلول عام 2030،.

ولعل أبرز أسباب هذا النمو هو التوسع في استخدامات الفضاء في مختلف المجالات، بما في ذلك الاتصالات والنقل والمراقبة والأقمار الصناعية التجارية، كما يساهم التطور التكنولوجي في خفض تكاليف الوصول إلى الفضاء، مما يجعله أكثر جاذبية للشركات والمستثمرين، وهذا النمو الهائل في قطاع الفضاء يبشر بمستقبل مشرق له، ومن المتوقع أن يصبح أحد أهم القطاعات الاقتصادية في العالم في السنوات القادمة.

وفي الماضي، كان السباق الفضائي محصورا بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، ولكن في الوقت الحالي، هناك أكثر من 90 دولة تعمل في مجال الفضاء.

وذلك لتزايد الوعي بأهمية الفضاء، حيث أصبح يُنظر إليه على أنه ساحة تنافس دولية لا تقل أهمية عن ساحة المنافسة الاقتصادية والعسكرية.


الفضاء.. فرصٌ استثمارية وعوائدٌ هائلة

فالفضاء هو مجال واعد للتنمية الاقتصادية والابتكار العلمي، وهو غني بالموارد الطبيعية والإمكانات العلمية والتكنولوجية، ويمكن أن يسهم في التنمية الاقتصادية من خلال خلق فرص عمل جديدة وتطوير الصناعات التكنولوجية المتقدمة، وتحسين جودة الحياة عبر توفير خدمات جديدة مثل رصد الأرض ومراقبة المناخ، كما يمكن أن يسهم في تعزيز الابتكار العلمي من خلال توفير فرص جديدة للبحث والتطوير.

ومع توسع سوق الفضاء العالمي، توقعت العديد من التقارير أن تكون العوائد المالية من الاستثمار في الفضاء هائلة، وتشمل هذه الفرص الاستثمار في تطوير التكنولوجيا، وخدمات الإطلاق، والتعدين الفضائي، والسياحة الفضائية.

وارتبطت التوقعات الخاصة بارتفاع العوائد المالية من قطاع الفضاء بعوامل كثيرة، منها، زيادة الطلب على خدمات الفضاء، وانخفاض تكاليف الوصول إليه، والتطورات التكنولوجية التي تسهم في تسهيل الوصول إلى الفضاء.

ويخصص المستثمرون أموالًا أكثر من أي وقت مضى في تكنولوجيا الفضاء، ووفقًا لتقرير صادر عن شركة تحليلات الفضاء "برايس تك"، فقد جمعت الشركات الناشئة في مجال الفضاء أكثر من 15 مليار دولار من إجمالي التمويل خلال عام 2021، وهو رقم قياسي فاق الرقم المسجل في عام 2020 البالغ 7.7 مليار دولار.

ويتوقع أن يستمر هذا الزخم في الفترة المقبلة، بمقارنة بمستويات النمو الفائقة في أنشطة إطلاق الأقمار الاصطناعية، والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتراكم الخبرة في هذا القطاع.

ووطأت قدم الإنسان سطح القمر لأول مرة في عام 1969، قطعت البشرية شوطا طويلا في استكشاف الفضاء، وبذلت العديد من الدول جهودًا جبارة لتحقيق هذا الإنجاز، وخصصت أموالًا طائلة لتمويل برامج الفضاء.


الدول التي صعدت للفضاء

كانت من بين الدول الرائدة في استكشاف الفضاء، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول دولة تصل إلى الفضاء في عام 1957، وأول بلد ترسل رائد فضاء إلى القمر في عام 1969، وضخت أمريكا استثمارات ضخمة في رحلتها للفضاء واستكشافه، وبلغت تكلفة البرنامج الذي أرسل الإنسان إلى القمر، أكثر من 25 مليار دولار تقريبًا.

ودخلت أيضا روسيا السباق، وبذلت استثمارات كبيرة في برنامجها الخاص لصعودها إلى الفضاء، وبلغت التكاليف أكثر من 20 مليار دولار.

وكذلك نجحت الصين في ذات السياق، وركزت على تطوير تقنيات جديدة لإطلاق الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.

ومن الدول الأخرى التي بذلت جهودًا كبيرة في استكشاف الفضاء، الصين، واليابان، والهند، وفرنسا، وألمانيا، ومازال السباق مستمر.


لماذا تُخطط دول العالم لاستكشاف الفضاء؟

الفضاء هو ملعب لا حدود له للابتكار والاكتشاف، وهو مليء بالفرص التي يمكن أن تساهم في ازدهار الدول، ويعود استكشاف الفضاء بالعديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والعلمية على البشرية، والتي من أهمها تحسين فهمنا للكون ومكاننا فيه.

وتسعى الدول لاستخدام الطاقة الشمسية من الفضاء لتوليد الكهرباء، مما يمكن أن يساعد في تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري، ويمكن استخراج الموارد الطبيعية من الفضاء، مثل المعادن والعناصر النادرة، حيث تقدر قيمة الفرص الاقتصادية للفضاء بمليارات الدولارات، لذلك تُفكر دول العالم أن تستثمر في مجال الفضاء، للاستفادة من هذه الفرص وتعزيز ازدهارها.
اقرأ أيضا | رصد تسرب كبير لغاز الميثان في المملكة المتحدة من الفضاء