أول سطر

صحارى ومحيط حيوى

طاهر قابيل
طاهر قابيل

يقال إنها سميت بهذا الاسم لوجود 45 بئرا للمياه بها وإنها كانت ملتقى القوافل التجارية ولم يكن طوال الطريق حمام للاستحمام وإزالة تراب السفر إلا بها.. ولكنى أميل إلى قولهم إنها كانت أيام الرومان أكبر سوق لتجميع الحبوب التى تزرع بمريوط وتصدر إلى أوروبا وكانت تتجمع بها طيور الحمام بكثرة فسموها «ذات الحمام» وخففت إلى الحمّام بتشديد الميم فهى جزء من محمية طبيعية بأفضل مناطق الساحل الشمالى الغربى.

 محمية العميد بها بيئات متباينة وكثبان رملية ومستنقعات ومسطحات ملحية وأراضٍ ضحلة وخصبة وسفوح صخرية ووديان ومنخفضات والمنطقة كلها مغطاة بتكوينات رسوبية من 23 مليون سنة بالعصرين الميوسين والهالوسين منها رواسب شاطئية وخلجانية وتكوينات طباشيرية..

وتبلغ مساحة المحمية 700 كيلومتر مربع وبها نباتات برية يمكن استخدامها فى الأغراض الطبية والعلاجية منها «العنصل والشيح ولسان الحمل والمتنان والحميض» ورعوية مثل «الشفشاف والنشاش والرباح والطفح» وخشبية ومنها «المتنان والعجرم» والمثبتة للكثبان الرملية وبها زراعات تقليدية مثل التين الشعير ونباتات تستخدم كمصادر للوقود والزيوت والصابون وأخرى لها دور بيئى منها «حجز الرمال»..

وبمحمية العميد الطبيعية كائنات نباتية وحيوانية مهددة بالانقراض وأخرى لها أهمية اقتصادية ورعوية أو متوطنة ومن الحيوانات «الغزلان والثعالب والأرانب والجربيع وأبو شوك وقاضى الجبل والحرباء» وطيور جارحة وزواحف وقواقع وحشرات وتصنف بأنها محمية «صحارى ومحيط حيوى».

 تقسم المحمية إلى ثلاث مناطق، الأولى المركزية وهى جزءان وكل جزء محاط بسياج لتوفير الحماية له ومحظور فيهما الزراعة والرعى والصيد والمنطقة الثانية هى الفواقية وتحيط بالمركزية وبها أنشطة بحثية وتجارب للرعى المنظم وإكثار النباتات المهددة بالانقراض والتدريب والتوعية البيئية وتحيط الثالثة «الانتقالية» بالفاصلة وتمتد من ساحل البحر المتوسط  حتى جنوب تل «خشم العيش» وحدود العلمين وبالمحمية علاقات وثيقة مع الأهالى لترشيد استخدام الموارد ووضع الأسس العلمية لاستخدام الأراضى ومساعدتهم فى الحصول على متطلباتهم من موارد البيئة بالاستخدام الأمثل.

 وبمحمية العميد 30 بئرا ترجع للعصر الرومانى لتجميع مياه الأمطار واستخدامها بالزراعية والمراعى الطبيعية وهى من أفضل مناطق الساحل الشمالى الغربى وتحتوى على نماذج عديدة ومتباينة من البيئات والتجمعات البيولوجية والمستوطنات السكانية الصحراوية وأعلنتها منظمة اليونسكو فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى ضمن شبكة محميات المحيط الحيوى الدولية لوجود تداخل بين البيئات الطبيعية وبالمحمية مناطق أثرية وتاريخية ومقابر الحرب العالمية ومتحف العلمين الحربى وآثار مارينا وهى محطة رئيسية للطيور المهاجرة بالربيع والخريف ويمكن الاستمتاع بمشاهدتها بمنظر رائع وبديع.
 أحلم بمشروع قومى لاستثمار ما نملكه من كنوز وثروات لا تقدر بمال من خلال الرحلات المدرسية والجامعية وتخصيص مساحات بالتليفزيون المصرى والفضائيات وتقديم ثرواتنا البيئية فى مواد فليمية.. وللحديث بقية.