نهال طايل : « تفاصيل » أرهقنى نفسيا و جسديا l حوار

المذيعة نهال طايل
المذيعة نهال طايل

رضوى‭ ‬خليل‮ ‬

تعد نهال طايل من المذيعات التي صنعت نجوميتها في المجال التليفزيوني بنفسها، ولم تعتمد على أحد يساندها في مشوارها الإعلامي؟، ما حكايتها؟ وكيف بدأت المجال الإعلامي؟ وما سر حب الجمهور لبرنامجها “تفاصيل” الذي يعرض على قناة “صدى البلد” ومن قبل على شاشة “المحور”؟، وهل تتأثر بما تقدمه على الشاشة من حوادث وجرائم؟.. كل هذه التساؤلات تجيب عنها نهال في السطور التالية في حوار خاص جدا وصريح معها.  

في البداية.. كيف بدأت تجربتك مع الإعلام؟ 

أنا خريجة كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، واختيار دراستي كان برغبتي بعدما تأكدت من حبي الشديد لتقديم البرامج، وأنني لا أميل لأي مهنة أخرى، وكنت في أوقات أشعر أن حلم تقديم البرامج صعب بما أنني كنت من المنوفية ولم تتوافر الإمكانيات في المحافظات، لكن تمسكت بحلمي ودرست واجتهدت كثيرا، وتحقق الحلم أخيرا .

 أفهم من كلامك أنه يجب دراسة الإعلام قبل العمل في هذا المجال؟ 

بالتأكيد، خاصة في هذا الوقت، وأقصد مع وجود التطور التكنولوجي ووجود السوشيال ميديا والمنافسة أصبحت أقوى، والكلمة تأخذ على المذيع، فلابد أن يكون مثقف ودارس للإعلام ولديه معلومات كافية لكي يستطيع إدارة الحوار بشكل جيد، وعلى إستعداد دائم لأي رد مفاجئ من الضيف، فالموهبة وحدها غير كافية.   

 لكن متى بدأت تجربة إحترافك العمل الإعلامي؟ 

عبر قناة عربية، كانت تبحث عن وجوه جديدة لتقديم برامج على شاشتها، فذهبت وتقدمت، وبفضل الله نجحت في الاختبار، ومن هنا بدأ عملي كمذيعة .

 هل كان تقديم البرامج الإنسانية اختيارك من البداية؟ 

إطلاقا، وأتمنى أن اخرج من ثوب هذه النوعية من البرامج، لكن القدر والنصيب أنه منذ بدء عملي في التليفزيون وأنا ارشح لهذه النوعية من البرامج، بعدما قدمت على شاشة “LTC” برنامج “صوت الناس”، وبعد ذلك نفس البرنامج على قناة “المحور” بعدها تغير اسمه لـ”تفاصيل”، ثم انتقل لقناة “صدى البلد”.

 لماذا تتمنين البعد عن البرامج الإنسانية؟ 

دائما أتحدث بإن البرامج الاجتماعية هي التي اختارتني ولست أنا، وهذا النوع من البرامج يعتبر من أصعب البرامج لأي إعلامي، لأن الناس هي التي لابد أن تحب المذيع وتلهث لمشاهدته كي تفتح قلبه له وتتحدث عن همومها وآلامها أو ما تعاني منه وتشعر به، ولكي تكون صوته وتستطيع إيصاله للمسئول، لذلك احاول على مدار 10 سنوات الخروج من هذه النوعية. 

 ما الذي تحرصين عليه في برنامجك “تفاصيل”؟ 

“أكون أنا” ولا أقلد أحد، واختار الموضوعات بدقة شديدة، ولو المحتوى به جزء بسيط مزعج للأسرة  “ خوف ، خدش حياء “ يتم إلغائه  على الفور حتى لو واثقة انه سوف يحقق ملايين المشاهدة  مرفوض تمام الجري وراء التيرند على حساب اي فرد من افراد الأسرة التي تشاهدنا ، والترند هو السعي وراء تقديم محتوى هادف و محترم مثل ما حققت فى حلقات كثيرة منها قصة عريس الإسماعلية، و مشكلة حسن شاكوش و طليقته ريم طارق ، و قضية مقتل نيرة أشرف وغيرهم. 

 كيف تحافظين على استمرارية البرنامج كل هذه السنوات؟

6 سنوات من المصداقية وإحترام عقلية المشاهد، ومع التطور الذي وصل له بأن يتم تناول الموضوع أو الحادثة بشكل اجتماعي وديني وطبي، نحن فقط من نقدم هذه الوجبة الكاملة، وهناك اجتهادات من برامج أخرى يحاولون تقديم نفس المحتوى، لكن الجميع يعلم أن فريق عمل تفاصيل هم من أول من قدموا هذا الشكل. 

 متى تكتفين من تقديم برنامج “تفاصيل”؟ 

تبتسم وتقول: “كل يوم أفكر في هذا لأني ارهقت نفسيا وجسديا، لكن هذا المتاح حاليا، وصعب أن اترك جمهور البرنامج الذي ينتظره .”

 هل اثرت مناقشتك للحوادث على حياتك الشخصية؟ 

جدا، أتذكر في عام 2021 تأثرت جدا بقصة “نورا ومحمد”، قصة حب وعشق مثل الأفلام، وأنتهى نهاية درامية، حيث تحول الحب للانتقام شديد، أو بمعنى أصح دمرا حياة بعضهما، وشعرت بالخوف من المجهول لفترة طويلة، وكنت اتسأل كيف يتحول الحب لكم الكره والحقد والجبروت بهذا الشكل، فقدت الثقة في الحب وكأنني اشاهد فيلم “غرام الأفاعي .”

 لاحظت بكائك في الكثير من الحلقات.. هل تفقدين السيطرة على مشاعرك أم مجرد “شو إعلامي”؟ 

لو كنت أبحث عن “الشو الإعلامي” ما كنت رفضت الكثير من الموضوعات والحوادث والجرائم التي كان متوقع لها عمل ضجة إعلامية لمجرد أنها كانت ستتسبب في ذعر المشاهد، وأي مذيع مكاني أتحدى أن يستطيع استكمال الحوار، وليس البكاء فقط، ونحن نتناول موضوعات يهتز لها الحجر، واعترف أن دموعي ضعيفة أمام أي أم تبكي، أو تعانى من قسوة أبنائها، أو أي ظلم وضعت فيه، وحكاوي الأمهات نقطة ضعفي .

 هل هدفك من البرنامج توصيل رسالة معينه للمشاهد؟ 

“تفاصيل” غير شخصيتي 180 درجة، فمع كل قصة أعود للبيت وأشكر الله على نعمه، فهناك ناس كثر جلست معهم لديهم مصائب مخيفة، ورغم ذلك لسانهم لا يردد سوى الحمد لله، فالرجل الذي فقد بصره يقول الحمد لله، والأب الذي يفقد أبنائه يقول اختيار الله وراضي، وبرنامج “تفاصيل” جرس إنذار للأفعال الجديدة التي تقتحم مجتمعنا الأفعال التي لا تشبهنا، وهدفي كان الجيل الجديد الذي يظل وقته كله على السوشيال ميديا، وبفضل الله وصلنا لهم وكثير منهم أصبح من جمهور البرنامج، وهنا أتحدث عن الجيل من 15 إلى 25 عام. 

 ما البرامج القديمة التي أثرت عليك وكانت مفضلة لديك؟ 

كنت متابعة لبرنامج “البيت بيتك” و”العاشرة مساءً” للراحل وائل الإبراشي، أي برنامج اجتماعي وأعشق أيضا “أوبرا وينفري” وأتابعها دائما، وأيضا كنت أشاهد برنامج “ممكن” للإعلامي خيري رمضان .

 هل لديك نوع معين من البرامج تحلمين بتنفيذها؟ 

أتمنى تقديم برنامج “ميلودراما”، فعلى سبيل المثال حينما يكون هناك عمل يتناول قصة حياة الشهيد المنسي أقدم حلقة كاملة عن هذه الشخصية وتناولها في إطار اجتماعي، أو مثلا “سفاح الجيزة” تم تقديم عمل عنه لكن المؤلف ملتزم بالمعالجة الدرامية، من هنا يأتي دور البرنامج وهو كشف هذه الشخصية بكل وقائعها الحقيقية، واستضافة العائلة والأصدقاء والأقارب.. وهكذا 

 من أكثر شخص ساندك بحياتك المهنية؟ 

الأستاذ أحمد سامي شريك المشوار، وهو رئيس تحرير برنامج “تفاصيل”، والداعم الأكبر لي في حياتي هي أمي، التي استمد طاقتي منها ومستمرة في تقديم البرنامج كل هذه السنوات بفضلها وفضل دعائها.  

 نهال لو لم تكن إعلامية لكنت؟ 

مُدرسة، لأنني احب التدريس. 

 هل تفضلين التليفزيون عن الإذاعة؟ 

اتمنى العمل فى الاذاعة خاصة ان الكثير ابدوا أعجابهم بصوتي لكن للأسف ليس لدى  وقت لاكتشاف نفسي كمذيعة . 

 أخيرا.. لو سألتك عن السوشيال ميديا.. ماذا تقولين عنها؟ 

أعشق السوشيال ميديا وجمهورها لأن رزقي في الأرقام التي أحققها من الفيديوهات التي تنزل على السوشيال ميديا، وجمهور المنصات الإلكترونية مثل جمهور التليفزيون، لو احترمت عقليته سوف يحترمك، والإحترام هنا لا أقصد به فقط محتوى، بل شكل، ملابس، طريقة كلام وأسلوب تعامل مع الآخرين.

اقرأ أيضًا : المنتج محمد مختار: «يوسف فوزي كان بيبكي علشان مهاجر لـ أمريكا»


 

;