تاج

زمن الدوبامين !

محمد وهدان
محمد وهدان

فى جولة رقمية سريعة داخل دهاليز الأركان الرقمية، استوقفنى نظام ليس بجديد، ولكنه فى تطور مستمر للعبث والتحكم بالعقول ، ألا وهو «سيستم المكافآت» على تطبيقات السوشيال ميديا، فمن التيك توك وأشباهه وصولاً إلى لايف الانستجرام وحتى اليوتيوب ، فستجد لصناع هذه المنصات سيكولوجية خاصة للتحكم بالعقل ، وذلك عن طريق نظام مكافآت الخاص بالبشر، والذى يعمل عن طريق مكافأة شخص ما عندما يفعل شيئا محددا ، تماما مثل فكرة الطعام ..

فستجد شابا أو فتاة أو حتى عجوز ، ينتظر بشغف الهدية الافتراضية التالية ، وإذا أعطيت له وردة أو مركب أو حتى أسد ذهبى ، فإنه سيطير من الفرحة لينير نظام المكافأة دماغه بنفس الطريقة التى قد يضيء بها دماغ مدمن المخدرات ، نعم ..فهم يعبثون بلعب الدوبامين والمكافأة فى أدمغتنا، يشجعوننا على غرس الحقد والحقارة فى قلوبنا مستغلين قلة الحيلة، إلى أن تصبح قذارة الوجود هى الأساس فى أرواحنا.. والدوبامين، لمن لايعرف هو ناقل عصبى أو إشارة تشبه الهرمونات وتنتقل عبر الجهاز العصبي، ليجعلك تشعر بالسعادة والمتعة والرضا، وله وظائف أخرى ترتبط بالمكافأة والحركة، ولكن للأسف تعلقنا به بصورة كبيرة بعد أن تم تجنيده خلال السنوات الماضية ، فما يفعله هذا «الدوبامين» بعد إدمان وجوده فى العوالم الرقمية..يضاهى مايحدث لنا عندما نأكل الشيكولاتة أو أثناء نزولنا فى موعد غرامى أو حتى عند وصول الراتب على الفيزا.


● الخلاصة:» دعونا نتدرب على إبعاد المنغصات الرقمية وإبعاد تلك المحفزات عنا قدر الإمكان، نبتعد قبل أن يعيد العقل تشكيل روابطه العصبية، وقبل أن تتحول حياتنا لنظام مكافآت كالقطط والفئران ،ليصبح هذا النوع من السلوك «أسلوب حياة» ونتحول إلى عبيد للدوبامين.. نعيد برمجة أنفسنا قبل أن يضطر الدماغ إلى التكيف مع هذا الأمر، ببناء تركيبة جينية «ما أنزل الله بها من سلطان»، ويضطر إلى المزيد والمزيد من «الدوبامين المخلق» لتحقيق الحالة ذاتها من «إشباع الرغبة».
● فيسبوكيات: « لنكن عظماء فى أعين أنفسنا حتى لايكسرنا بالحياة شىء».