بدون تردد

مفاوضات السد «1/2»

محمد بركات
محمد بركات

لا لبس ولا غموض فى موقف الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية السد والخلافات القائمة بينهم بخصوص الإجراءات المنظمة لعملية الملء والتشغيل للسد.


الموقف المصرى واضح ومحدد منذ البداية وطوال المفاوضات التى دارت خلال السنوات العشر الماضية،...، ومصر خلال تلك السنوات وطوال جولات المفاوضات المتعددة، كانت ولاتزال تؤكد على سعيها الدائم للتوصل إلى توافق شامل لحل الخلافات، يحقق ويراعى مصالح الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، دون إلحاق الضرر بدولة المنبع أو دولتى المصب.


وخلال كل تلك المدة وفى كل الاتصالات والمفاوضات، كانت ولا تزال مصر تركز على الحرص الشديد من الجانبين المصرى والسودانى، على السعى الجاد للتوصل إلى اتفاق قانونى عادل وشامل وملزم للدول الثلاث، يقوم على قاعدتين رئيسيتين.
أولاهما.. حصول إثيوبيا على الطاقة التى تحتاجها للتنمية،...، والثانية.. ضمان الحقوق المشروعة والتاريخية لكل من مصر والسودان فى مياه النيل، وفقا للاتفاقيات والحقوق المقررة سلفا، والمعمول بها طوال السنوات الماضية.
وكانت مصر ولا تزال توضح دائما خلال اتصالاتها ومحادثاتها مع الدول الصديقة والشقيقة سواء على الساحة الإفريقية أو العالمية، حقيقة الموقف الإثيوبى المتعنت والرافض لكل المقترحات الإيجابية، التى تقدمت بها مصر والسودان للوصول إلى توافق على الحل الذى يرضى كل الأطراف ويحقق كل المصالح،...، وهو ما أدى إلى فشل المفاوضات طوال السنوات الماضية نظرا لهذا التعنت الإثيوبى المستمر، الذى يسعى لفرض الأمر الواقع.
وفى هذا السياق بات واضحا فى ظل هذا التعنت الإثيوبى غياب الإرادة السياسية لديهم للحل، وبات مؤكدا أن هدف إثيوبيا هو إهدار الوقت بصفة دائمة وسط مواقف متضاربة وتصريحات متعارضة.


والموقف المصرى ازاء ذلك واضح ومحدد وهو الرفض التام لفرض الأمر الواقع، وانها لن تقبل ولن تسمح بالمساس بقطرة مياه واحدة من حقها فى مياه النيل،...، لأن قضية المياه هى قضية حياة.