المخاوف الغربية من النووي الروسي تكلف كييف ثمنا باهظا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل 19 شهرًا، تعهد شركاء أوكرانيا الغربيون بتزويدها بأكثر من 100 مليار دولار من المساعدات العسكرية، إلا إن المخاوف في بعض العواصم من أن شحنات أسلحة معينة تمثل "خطًا أحمر" للكرملين، ويمكن أن تؤدي إلى حرب نووية تسبب في تأخر تسليم أنظمة أسلحة إلى ما بعد النقطة التي كان من الممكن عندها وضعها في أكثر حالاتها فعالية.

اقرأ أيضا | أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في قصف روسي على «خيرسون»

وقال ميكولا بيليسكوف، زميل باحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "بدءًا من 24 فبراير 2022، وضع الروس رهانًا كبيرًا على الردع النووي".

في 19 فبراير 2022، قبل خمسة أيام من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنًا وهو يشرف شخصيًا على تدريبات الأسلحة النووية الاستراتيجية التي تضمنت صاروخين باليستييّن يطيران آلاف الأميال إلى أهدافهما في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق. ثُمّ في يوم 27 فبراير –بعد أربعة أيام من بدء الحرب- ظهر بوتين مرة أخرى على شاشة التلفزيون المحلي، وهذه المرة يأمر وزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف بـ"نقل قدرات الردع للجيش الروسي من الاستعداد القتالي إلى وضع خاص".

ويبدو أن الرسالة لم تغب عن واشنطن أو عن العديد من حلفائها الأوروبيين، وأوضح بيليسكوف: "لقد نشأ صناع السياسة الأمريكيون على نظريات الحرب الباردة لإدارة التصعيد، وكان من السهل جدًا على الروس التلاعب بها، لقد أثبت التهديد بالتصعيد النووي أنه أقوى أداة في مجموعة الأدوات العسكرية الروسية".

وكانت آثار هذا التهديد واضحة منذ البداية، إذ أشار بيليسكوف إلى التردد الغربي العام في أوائل مارس 2022 في توفير الطائرات المقاتلة السوفييتية القديمة لأوكرانيا، بالرغم من استعداد بولندا لنقل العديد من طائراتها من طراز ميج 29 إلى كييف.

وبعد فشل هذه الخطة، ذهب سفير بولندا لدى الولايات المتحدة ماريك ماجيروفسكي إلى شبكة "سي إن إن" للتعبير عن إحباطه، إذ أوضح في مقابلة يوم 5 مارس 2022: "لقد رفض شركاؤنا الأمريكيون هذا الاقتراح، لأنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه تصعيدي للغاية".

وقال بيليسكوف عن قرار "ربيع 2022" بتزويد أوكرانيا بنظام الصواريخ المتعددة الإطلاق الذي أجبر روسيا منذ ذلك الحين على إعادة تنظيم سلاسلها اللوجستية: "لقد استغرق الأمر شهرًا ونصف الشهر لمناقشة نظام هيمارس، ونتيجة لذلك تمكنت روسيا لمدة ستة أسابيع إضافية من الاستفادة من تفوق المدفعية لتسوية بوباسنا، وتدمير سيفيرودونيتسك، ومن خلال القيام بذلك، ألحقوا أضرارًا جسيمة بالجيش الأوكراني".

وأضاف: "لو تم توفير نظام هيمارس مبكرًا، لم نكن سنوقف هذا الهجوم المدفعي في وقت سابق فقط من خلال ضرب المستودعات وضرب نقاط القيادة والسيطرة، بل كنا أيضًا قادرين على الحفاظ على العديد من أفضل تدريباتنا، ومعظمهم القوات ذات الخبرة".

ونتيجة لهذه الخسائر في الأفراد، فإن تدريب ودمج الجنود الأوكرانيين الذين تم حشدهم بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، كان أيضًا أقل فعالية مما كان يمكن أن يكون عليه لولا ذلك، وفقًا لتقديرات بيليسكوف.

وأوضح أن "مهمة الجيش الأوكراني ليست فقط صدّ الهجوم الأولي وكسب الوقت، ولكن أيضًا نقل مهاراته إلى القوات المعبأة حديثًا، بسبب إعطاء الغرب الأولوية لإدارة التصعيد، لم تتمكن قوات كييف من القيام بذلك".