إنها مصر

ليس وقت التشكيك !

كرم جبر
كرم جبر

إشاعة أجواء من القلق والتوتر وحرب الشائعات هو المستهدف الآن، ليس بهدف تنشيط الأجواء السياسية بمناسبة الانتخابات الرئاسية، ولكن لخلق حالة من عدم الاستقرار.. والمؤكد أن من عاش أحداث 25 يناير، يستنكر مثل هذه المحاولات التى تحدث الآن.


وشتان بين الدعاية الانتخابية التى يجب أن تكون نظيفة وعادلة، وتخدم سائر المرشحين للمنصب الرفيع، وبين إعادة إنتاج تجارب وشعارات قديمة دفعت البلاد ثمناً فادحاً لها.
الذهاب إلى المستقبل لا يكون أبداً بالتشكيك فيما حدث من إنجازات فى السنوات السابقة، فالمشروعات كلها ملك مصر وشعبها وليس لنظام الحكم، والبطل كان الشعب المصرى الذى تحمل عن طيب خاطر فاتورة الإصلاحات الاقتصادية، ولا يجب التنكر لتحمله وتضحياته.


لن تنجح محاولات إنهاك الداخل فى حروب كلامية يتم إطلاقها فى الخارج ثم تنقل إلى الداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهى مخططة ومدبرة وتتلقفها الكتائب الإلكترونية للإيحاء بأنها رأى عام.


المفترض أن تتحد الجهود لمساعدة الدولة فى مواجهة التحديات الصعبة التى تجتاح العالم، وتنتقل آثارها السلبية إلى الداخل، فلو حدثت فوضى - لا قدر الله - سيكون مشعلو الفتن أول من يرقص على خسائرها ويستدفئ على نارها.
ليس الآن وقت "صناعة الأزمات"، واستثمار أجواء الانتخابات فى تعكير صفو الحياة، واختلاق قصص وحكايات مرسلة دون أدلة أو أسانيد، وطرحها وكأنها حقائق.
استشراف المستقبل أفضل من إعادة إنتاج الماضي، وفتح أبواب الأمل والتفاؤل أمام الناس، أفضل من إشاعة اليأس والإحباط، والتبشير بالخير أفضل من الدعوة إلى الشر.
والمفترض أن تكون الانتخابات فرصة ذهبية لتبادل الأفكار والرؤى وطرح البرامج والخطط، والنظر إلى التحديات بهدف اجتيازها وليس وضع المعوقات فى طريقها، وأن ينقل المرشحون للرأى العام صورة إيجابية لبلدهم، وليس تشويهها وتسويدها.
لقد تعهدت الهيئة الوطنية للانتخابات، أن تكون محايدة بين جميع المرشحين، وأن تقدم لهم كافة التسهيلات القانونية لإتمام العملية الانتخابية، ودعت كل وسائل الإعلام إلى المشاركة الإيجابية، وجميع أعضائها من السادة القضاة المشهود لهم بالنزاهة.


فلماذا التشكيك مبكراً؟ ولماذا تركز بعض الدوائر فى الخارج على النيل من الانتخابات قبل أن تبدأ؟ ولماذا تحاول الجماعة الإرهابية النفاذ من جديد إلى الحياة السياسية بنفس الممارسات القديمة التى أدت إلى سقوطها؟
المهم أن تنجح الانتخابات فى التعبير عن الإرادة الحرة للمصريين، وتعكس صورة البلاد فى الداخل والخارج.. مصر الوطن والشعب والأرض والتاريخ والثقافة والحضارة والتسامح والمحبة والسلام والنيل والناس الطيبين والمقاهى والشوارع والزحام والمساجد والكنائس وأولياء الله الصالحين، ودعوات طاهرة فى صلاة الفجر "رب اجعل هذا البلد آمناً".