«السعيد» مؤسس بيت الحكمة: أصدرنا ألف كتاب مُترجم عن الصينية

د. أحمد السعيد
د. أحمد السعيد

بيـــن الأبحاث وإعداد المناهج والخدمات الثقافية والنشـــر والترجمـــة والتعليـــم والدراســـات والتجـــارة الثقافيـــة، تتعدد اهتمامات مؤسسة «بيت الحكمة للثقافة»، ومجالات عملها، وتأتى الترجمة والنشـر أهم المجالات كأحـد أبرز روافـد التبـادل الثقافـى بيـن البشـر، وتشـارك هذه المؤسسة سـنوياً فـى كل معـارض الكتـاب العربيـة والدوليـة، إضافـة إلى المعـارض والفعاليـات الثقافيـة التـى تنظمهـا، كما تقـــدم إســـهاماتٍ عديـــدة للجمعيـــات الخيريـــة والمؤسســـات الثقافيـــة والمراكــز المجتمعيــة فــى مصر، وخاصة في قــراها ومــدنها الصغيــرة، مــن خــلال التبــرع بكتــب وإصــدارات للمبـــادرات الشـــخصية والمؤسســـية لدعـــم القـــراءة، لذا التقيت  د. أحمد السعيد المؤسس و الرئيس التنفيذى للبيت بيت الحكمة.

حدثنا عن البدايات، كيف تأسس «بيت الحكمة» وما الهدف من ورائه؟
- هو مؤسسة ثقافية تجارية تأسست فى الصين عام 2011، ثم تعددت فروعها فى مصر والإمارات ولبنان، إلى جانب الفروع الثلاثة داخل الصين، وهدفنا الأساسى هو مد جسر التواصل الثقافى بين الصين والدول العربية، بنقل الترجمات، وحقوق النشر من الدور الصينية إلى المنطقة العربية، وبالفعل جرى خلال 12 عاماً إصدار العديد من الكتب فى 14مجالاً فى الكتابة الإبداعية أو الأكاديمية وغيرها من المجالات الأخرى، والآن أصبح المقر الرئيسى لبيت الحكمة فى القاهرة، وأيضاً نعمل فى مجال تعليم اللغة الصينية، ومراكز الأبحاث والدراسات المتخصصة عن الصين والدول العربية، فلدينا أكاديمية لتعليم اللغة الصينية تحتضن أكثر من ثلاثة آلاف طالب تضم خمس دول عربية، وننظم دوراتٍ ومسابقاتٍ لتأهيل المترجمين، وقد أصدرنا حوالى 1000 كتاب مُترجم من الصينية إلى العربية، و100 كتاب مُترجم من العربية إلى الصينية لأهم الأدباء والمبدعين المصريين والعرب فى مختلف المجالات، ولدينا 83 مترجماً، و12 محرراً أدبياً، وفريق من المراجعين الصينيين لمراجعة الترجمات، ونشارك سنوياً فى حوالى 20 معرضاً حول العالم.

وماذا عن الإنتاج المحلى؟
- بداية من عام 2022 بدأنا إنتاجاً محلياً لسد فراغٍ نراه فى مجال النشر، مثل: التخصص فى أدب الناشئة، ولدينا مشروع متكامل مُؤلف ومُترجم لأن هذه المنطقة تعاني من فراغ، أطفالنا بعد سن 12 يبدأون فى الاتجاه إلى أدب الرعب والخيال العلمي، وأردنا أن نكون حاضرين بأدب رصين، مُوجه إليهم، يحض على القيم والتحضر والسلوك القويم وقبول الآخر، ولدينا أيضا مشروع فى الكتابة الثقافية النقدية والإبداعية والفكرية «أفق» نحاول عن طريقه إبراز الجيل الثاني من النقاد والمفكرين والمثقفين فى كل المنطقة العربية، لأن هذه المنطقة أيضاً أصبحت مهجورة للناشرين وغير مطروقة نظراً للتكلفة المرتفعة بها .

ما طبيعة العلاقة مع المؤسسات الثقافية الأخرى؟
- نحن جهة خاصة تجارية نتعامل مع مشروعات أهلية أو حكومية، نتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وقصور الثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، وبالنسبة إلى الصين، نحن ننفذ مشروعاتٍ حكومية، أو خاصة، ونتعاون فيها مع الجهات الصينية المختصة.

خلال زيارتك للصين مؤخراً.. كان هناك مؤتمر حول الترجمة، حدثنى عن أهم المحاور التى جرى طُرحها والنتائج التى أسفر عنها؟
- كان التركيز أكبر على الترجمة السياسية لأن الصين لديها مشكلة تتمثل فى وجود أكثر من أسلوب وطريقة للترجمة السياسية، وكنا نريد الوصول إلى معيارية لتوحيد المصطلحات لتسهيل عمل الباحثين والمتلقين، مثل : أسماء الجهات الحكومية أو الوظائف الرئيسية أو الأشخاص والأماكن، وبالنسبة إلى الترجمة الأدبية فدائماً نجرى لقاءاتٍ مع أدباء ومترجمين صينيين لنرتقى بفن الترجمة الأدبية، التى نقدمها إلى المتلقى العربى بالإضافة إلى إقامة ورش لطلبة اللغة الصينية فى مصر، لتأهيلهم ليصبحوا مترجمين أدبيين، فالمجال يتسع إلى عدد أكبر.

وماذا عن التعاون مع دور النشر الأخرى؟
نتعاون مع عددٍ كبيرٍ من دور النشر المحلية مثل: دار المعارف، والدار المصرية اللبنانية، والمحروسة، وأيضا دور نشر عربية فى الجزائر، والسعودية والإمارات، ونُصَدِّر أكثر من طبعة، أو نشر مشترك أو منحهم حقوق نشر كتب يمكن أن تُباع عندهم فى السوق المحلى بشكل أكبر.

حركة الترجمة تكون أكثر من الصينية إلى العربية؟ أم أن هناك توازناً بين اللغتين؟
- الترجمة كعامل ثقافى مهم تحتاج إلى إنفاقٍ، والحكومة الصينية تقدم الدعم المادى والمعنوى للترجمة.

ما نوعية الكتب الأدبية المترجمة؟
نحن نترجم لكبار الأدباء الصينين الحاصلين على جوائز كبرى، مثل جائزة «ماودون» للأدب، فهناك أولوية لنشر الأعمال الحاصلة على هذه الجائزة لأنها جائزة مهمة تعادل نوبل فى قيمتها المعنوية والمادية داخل الصين، ونترجم لحوالى 30 أديب صيني هم الأكثر تأثيرا وإنتشارا ومبيعا داخل الصين، وبداية من 2018 حدث رواج وإقبال كبير على الكتب المترجمة من الصينية.

ماذا عن المستقبل ؟
نأمل أن يكون لدينا مشروع للكتب المنشورة إلكترونيا فقط، لأن الورق أصبحت تكلفته باهظة بالإضافة إلى أن التوجه حاليا للقراءة الرقمية، فهناك تفكير لجلب أدب الإنترنت فى الصين ونشره هنا فى مصر والمنطقة العربية، وأيضا التوسع فى أدب الناشئة، والتأليف المشترك بين المبدعين الصينين والعرب.