بشائر السيارات| شركات عالمية تستعد لدخول السوق المصرية وأخرى تتوسع

حجر الأساس للمرحلة الأولى لمصنع الضفائر الكهربائية للسيارات
حجر الأساس للمرحلة الأولى لمصنع الضفائر الكهربائية للسيارات

مصنع لـ تويوتا بطاقة 100 ألف سيارة ولادا تستأنف إنتاجها بداية 2024 وكيان جديد للضفائر الكهربائية

 

■ تقرير - ريهام الهواري:

جهود مستمرة وخطوات جادة وسريعة تنفذها الدولة لتعميق وتوطين صناعة السيارات وجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية لإنشاء مصانع للسيارات والمكونات والصناعات المغذية، التى بدأت تؤتى ثمارها بالفعل، وخاصة مع امتلاك مصر مؤهلات التصنيع والتصدير وعدد من الميزات النسبية والتنافسية لا سيما الموقع الجغرافى وقناة السويس والمنطقة الاقتصادية واللوجستية الجديدة علاوة على توافر العمالة المدربة قليلة التكلفة وتوافر الموردين المحليين المصنعين لأجزاء السيارات.

◄ جذب الاستثمارات
خلال اجتماع اتحاد مصنعي السيارات في أفريقيا الذي عقد مؤخرا بالمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، تم بحث سبل التعاون مع الدول والمؤسسات فى القارة الأفريقية لتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية لتصنيع وتوريد مكونات السيارات فى جميع أنحاء القارة.

الاجتماع يأتى فى إطار جهود الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة فى مجال صناعة السيارات، وذلك فى ضوء البرنامج الوطنى لتنمية صناعة السيارات الذى يهدف إلى جذب استثمارات أجنبية ضخمة لإقامة مشروعات لتصنيع السيارات والصناعات المغذية لها، وأوضح المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، أن انعقاد الاجتماع فى المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد يأتى تتويجاً للمساعى التى قامت بها شركة شرق بورسعيد للتنمية لاجتذاب المستثمرين لإقامة مشروعات صناعية بالمنطقة وخاصة فى مجال صناعة السيارات وصناعاتها المغذية وبناء على مباحثات مستمرة مع اتحاد مصنعي السيارات في إفريقيا، وأكد الوزير أن الحكومة حريصة على دعم المجمع المشترك لصناعة السيارات الذى تسعى منطقة شرق بورسعيد الصناعية لانشائه وجذب أكبر عدد ممكن من مصنعى السيارات حول العالم للمشاركة فيه.

أضاف سمير أن الوزارة حريصة على توفير كافة أوجه الدعم لشركات السيارات العالمية للإنتاج والتوسع فى السوق المصرى بما يسهم فى ضخ استثمارات حقيقية وتوطين الصناعة وتوفير المزيد من فرص العمل أمام الشباب، وأشار إلى ان اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية من شأنها أن تقوم بدور محورى فى تعزيز الأعمال التجارية وتعزيز الصناعة بالقارة فى مختلف القطاعات وعلى رأسها صناعة السيارات التى شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة بقارة افريقيا.

◄ المجلس الأعلى
وجاء اجتماع المجلس الأعلى لصناعة السيارات، والذى عقد مؤخرا برئاسة د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ليؤكد اهتمام الدولة بملف توطين وتعميق صناعة السيارات وتحويل مصر مركزا إقليميا للسيارات وبوابة رئيسية للعبور للأسواق الإفريقية، حيث تمت مناقشة آخر التطورات الخاصة بصناعة السيارات والجهود المبذولة من جميع الوزارات والجهات المعنية التى تعمل بالتوازى من أجل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات، وأكد د. مدبولى ضرورة ترجمة الخطط التنفيذية والرؤى التى تم عرضها خلال الاجتماع لمشروعات على أرض الواقع، وأشار إلى أن الحكومة جاهزة لتوفير مختلف سبل الدعم، بالإضافة الى وجود محفزات كثيرة لدعم ملف الصناعة بوجه عام.

◄ عودة لادا
وعلى هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية، أعلن رئيس "افتوفاز" الروسية، عن خطة الشركة لاستئناف إنتاج سيارات لادا في مصر؛ وقال مكسيم سوكولوف، رئيس الشركة، متحدثا فى جلسة للقمة بمدينة سان بطرسبورج، عن إنتاج سيارات لادا فى مصر: مهمتنا الرئيسية الآن هى استئناف وتطوير هذا المشروع المشترك، ونأمل أيضا أن تصبح مصر مركزا للنقل والخدمات اللوجستية للقارة الأفريقية بأكملها “.

وتوقع استئناف إنتاج سيارات "لادا" فى مصنع الأمل فى مصر خلال عام 2024، حيث تتحدث الشركة عن إنتاج السيارات من طراز "جرانتا"، وأوضح أنه تم إيقاف الإنتاج نظرا لبعض المشاكل اللوجستية وصعوبات فى التسويات المتبادلة، وأنه رغم تحسن سعر صرف الروبل فى الفترة الأخيرة إلا أنه كان جيدا محليا وليس للتصدير ولم يكن من المجدى اقتصاديا توفير السيارة على الساحة المصرية، وأشار إلى أنه سيتم التركيز على تطوير السوق المصرية، لكن أولاً نحتاج إلى استعادة ما كان لدينا من إنتاج.

ومن جانبه، أكد عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة الأمل لتصنيع وتجميع السيارات، على أن الجانبين المصرى والروسي يعملان بالفعل حاليا على دراسة جميع البدائل المتاحة لاستئناف انتاج السيارة لادا فى مصر بداية 2024، وأشار الى أن الانتاج متوقف منذ سنة تقريبا وذلك نظرا لتداعيات تأثر سلاسل الإمداد والحرب الروسية الأوكرانية.

ويرى خبراء السيارات، أن عودة لادا للتصنيع فى مصر خطوة جيدة جدا تعطى رسالة ثقة وأمان للمستثمرين وتشجع على اتخاذ قرارات الاستثمار فى السوق المصري، وأشاروا إلى أن وجود المستثمرين الأجانب وتدشين العديد من الصناعات المتنوعة تدعم استراتيجية توطين وتعميق الصناعة المحلية وتحويل مصر إلى مركزا إقليميا للسيارات.

◄ 100 ألف سيارة
وقبل نحو شهرين، أعلن جون كاروبي، رئيس الجانب اليابانى بمجلس الأعمال المصرى الياباني، ورئيس شركة "تويوتا تسوشو" لصناعة السيارات، إن الشركة تسعى لتحقيق نهضة بصناعة السيارات بالسوق الأفريقي، حيث ستقوم بإقامة مصنعين داخل القارة، بطاقة إنتاجية 100 ألف سيارة سنويًا لكل منهما، بالإضافة إلى مصانعها المتواجدة فى عدد من دول القارة.

وأشار إلى أن مصر من الدول المُفضلة لإنشاء أحد المصنعين، لثلاثة أسباب، أولها إنشاء المصانع المُغذية لصناعة السيارات، مثل مصنع ضفائر السيارات، والثانى تواجد الأيدى العاملة المؤهلة، حيث ستقوم شركة تويوتا تسوشو بالاعتماد على الخبرات المحلية بعد وقت محدود من التدريب والتأهيل على أيدى الخبراء اليابانيين، حيث تهدف الشركة إلى إعداد خبراء مصريين فى صناعة السيارات وإعادة الخبراء اليابانيين إلى ديارهم، وثالث الأسباب هو كفاءة بيئة الاستثمار فى مصر، ما يعنى أن مصر خطت الخطوات الأساسية لتوطين صناعة السيارات فى مصر.

◄ اقرأ أيضًا | أزمة صناعة السيارات العالمية.. زيادة في المعروض وتراجع بالمبيعات

◄ الضفائر الكهربائية
وحول صناعة المكونات، تم وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى بالمصنع الجديد لشركة سوميتومو إلكتريك إيجيبت لانتاج الضفائر الكهربائية للسيارات والمركبات بكل أنواعها فى مدينة العاشر من رمضان.

◄ أحمد سمير: توفير المناخ الجاذب للاستثمار فى قطاع السيارات والصناعات المغذية

المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، قال إن المصنع يمثل خطوة جديدة فى مسيرة النجاح التى سطرتها شركة سوميتومو إلكتريك إيجيبت منذ نشأتها فى مصر، حيث تعد من أكبر الشركات العالمية المصنعة فى مصر، وتمتلك 8 مصانع فى بورسعيد و6 أكتوبر والعاشر من رمضان، ويعمل بها 12 ألف موظف، وتصدر منتجات بنحو 200 مليون يورو، مشيراً الى ان الحكومة تفخر بأن هذا المصنع الذى تنشئه الشركة يعد أكبر مصنع لها على مستوى العالم لإنتاج ضفائر السيارات الكهربائية للسيارات والمركبات بكافة أنواعها وسيكون على مساحة 150 ألف متر، وهو ما يؤكد قدرة مصر على اجتذاب كبريات الشركة العالمية للاستثمار فى السوق المصري، حيث سيلبى المصنع احتياجات السوق المحلى ويتوقع أن يصدر منتجاته لمختلف الأسواق الأوروبية والأمريكية. 

الوزير أشار إلى أن مصر تمتلك العديد من الإمكانات والمقومات الكبيرة التى تسهم فى توطين صناعة سيارات حقيقية لتفى باحتياجات السوق المحلى والتصدير للأسواق الإقليمية وأسواق دول القارة الأفريقية، وأكد أن الحكومة تبذل جهوداً حثيثة لتوفير المناخ الجاذب للاستثمار فى قطاع السيارات وصناعتها المغذية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.