زينب إسماعيل تكتب: لا حمصية أو سمسمية إنما ذكر وعبرة

أحوالنا بقلم زينب إسماعيل
أحوالنا بقلم زينب إسماعيل

ساعات قليلة ويحتفل العالم الإسلامي قاطبة بذكرى المولد النبوي الشريف، مهما اختلفت الآراء حول مشروعية الاحتفال من عدمة إلا أن المظاهر التي تصاحب هذه المناسبة تؤكد أننا نمر بأيام تعطر هواها بنسائم ذكرى سيد ولد آدم، حبيب الرحمن، الأمين، صاحب الشفاعة والمقام المحمود، إمام المتقين، سيد المرسلين، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .. لا يفوتني هنا الإشارة الي بيان لدار الإفتاء حول مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أوضحت فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحتفل بميلاده الشريف، وسنَّ لنا بنفسه الشريفة الشكرَ لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صحَّ عنه أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: " ذلك يومٌ ولدتُ فيه " فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة . 

مرت الأيام وتعاقبت مظاهر الاحتفال منذ دخول الفاطميين مصر- كان أول احتفال بالمولد النبوى الشريف فى عهد الخليفة الفاطمى، «المعز لدين الله» عام ٩٧٣ ، وكانت  أهم مظاهره الإفراط فى صنع الحلوى بأشكالها المختلفة كالخيول وعروسة المولد ، وكانت الحلوى توزع بأمر الخليفة على جميع طبقات الشعب فى جميع المناسبات الدينية خاصة المولد النبوى، وكان الدافع لهذا العطاء من جانب الفاطميين للشعب المصرى، هو تقوية علاقات المودة والمحبة بين جميع أفراد الشعب طمعا في غرس مبادئ مذهبهم الشيعى ، ثم يأتي عصر الدولة الأيوبية وفيها ألغيت جميع مظاهر الاحتفالات الدينية وكان السلطان صلاح الدين الأيوبى حيث كان هدفه هو توطيد أركان دولته لمواجهة ما يهددها من أخطار خارجية واقتلاع المذهب الشيعى بمحو جميع الظواهر الاجتماعية التى ميزت العصر الفاطمي ، وفى أوائل عصر سلاطين المماليك اتخذ الاحتفال بمولد النبى من أشكال العظمة والإبهار ما يتناسب مع ما شهده المجتمع المصرى في ذلك الوقت، وكان السلاطين حريصين على مشاركة رعاياهم الاحتفال بهذه المناسبة.

 في أيامنا هذه انحصر الاحتفال في الملبن والحمصية والسمسمية والتي تغطي الأسواق ! حق علينا – خاصة هذه الأيام  – أن نَذكُرَ شيئا من كثير في شمائله الكريمة ليعرفها القاصي والداني ونقتدي بها ، وعلى سبيل الحصر كان يجالس الفقراء ،  ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر ، وكان له عبيد وإماء لا يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس ..  "حبيبي يا رسول الله "  كان يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلاقه ، وجاء في رواية عن عائشة قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ  .." كان خلقه القرآن" .