ما الذي يحدث في العالم، حروب مدمرة، أزمات اقتصادية، زلازل، أعاصير، كوارث مدمرة، السؤال، هنا، هل كما يردد البعض أن تلك الأعاصير والزلازل أمور من صنع الإنسان لأجل تحقيق أهداف وأطماع دول كبرى، أم الطبيعة تنذر البشر؟، بإيقاف ما يفعلونه من خراب وتدمير وقتل، ما بين الخيارين ماعلينا سوى الرصد والعظة، حيث تدور بنا دوامة الحياة، دون أن نعلم إلى أين تأخذنا؟
المتابع للأحداث الدولية، من قلق أمريكي من احتمالية دعم الصين لروسيا عسكريا في أوكرانيا، وموجات الحر التي تلهب أستراليا، وذاك الربوت الذي يقوم بأعمال طهي وقلي تفوق الإنسان في السرعة والحرفة، لابد أن نضرب كفًا بكف، ونتساءل إلى أين نحن ذاهبون؟، فالعالم على صفيح ساخن، تطور تكنولوجي متسارع، وحروب تستخدم فيها أحدث الأسلحة لفرض الهيمنة وإثبات من الأقوى؟!، لكن الشيء المؤلم والمسيطر على الذاكرة والذي يعد الدرس الأعظم والأقوى للجميع، هو إعصار ليبيا وزلزال المغرب، فالمشاهد المأساوية التي رصدتها الكاميرات، وتحديدًا مدينة درنة التي سكنها الحزن، نتيجة الإعصار والفيضانات التي حولتها مدينة منكوبة تحولت شوارعها إلى أحياء مهجورة، وكأنها مدينة أشباح، خاصة وأن عدد المفقودين تجاوز الـ 11 ألف قتيل، وفقدان الكثير وتشريد أغلب سكانها، هؤلاء الذين تحول جزء كبير منهم لفرق إنقاذ تبحث عن أقاربهم وأحبائهم، بينما نزح الجزء الآخر والذي قارب على 40 ألفا من سكانها لمناطق أخرى، بعد ان جرفت السيول ربع المدينة وحولتها إلى مقبرة كبيرة تسكنها رائحة الموت، فالمباني سويت بالأرض والحياة شبه متوقفة، بعد انهيار سدين نتج عنه فيضانات وسيول، جرفت أطنانًا من الصخور وكتل سكانية كاملة، ودُمرت البنية التحتية، مما صعب الأمر على فرق الإنقاذ والإغاثة.
لا يزال صوت شاهد عيان يتردد في أذني عندما قال إنه سمع جيرانه وأصدقاءه يصرخون وهم في حالة رعب مع اجتياح المياه الجارفة لمنازلهم وبعدها حل الصمت مما يعني أنهم ماتوا، كلمات موجعة وعبارات مؤلمة، لا أحد يتمنى أن تحدث، أو تتكرر، مأساة يعيشها الشعب الليبي نتمنى من الله لهم السلامة، خاصة وأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أعلن عن المخاوف بشأن سدين آخرين في ليبيا، بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط، وذلك في أعقاب الفيضانات المدمرة، وذكر المكتب أن السدين المعنيين هما سد وادي جازة بين مدينتي درنة وبنغازي المدمرتين جزئيًا، وسد وادي القطارة بالقرب من بنغازي، كما ذكر المكتب أن هناك تقارير وصفها بالمتناقضة بشان استقرار السدين إذ قالت السلطات إن كلا السدين في حالة جيدة، ويعملان بشكل جيد، ونتمنى أن يكون بالفعل جيدين.
وسط كل هذا لابد من الإشادة بدور مصر ودعمها للأشقاء في ليبيا والمغرب بعد تعرضهما لكوارث طبيعية، الذي كان بمثابة شعاع أمل وطاقة نور للشعب الليبي، إذ أنها ستظل السند والداعم الحقيقي لكل الدول العربية الشقيقة»، وأن موقفها يؤكد صلابة الدور الذي تقوم به مصر إقليميا.
وفي النهاية نرجو من الله السلامة لليبيا وشعبها.