شىء من الأمل

الإخوان والانتخابات !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

حسم  القيادى الإخوانى حلمى الجزار موقف الإخوان بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر، حينما اختار مرشحا بعينه لينال تأييد الجماعة.. والجزار ينتمى لمجموعة محمود حسين التى أعلنت تمسكها بالدور السياسى للجماعة وعدم الاكتفاء بالعمل الدعوى كما أعلنت مجموعة إبراهيم منير فى لندن.. كما أنه معروف أنه من أنصار انفتاح الإخوان على القوى والعناصر النشطة سياسيا، لأنه يرى أن هذا الانفتاح يفيد الجماعة ويساعدها فى تحقيق أهدافها السياسية، وأهمها اختراق المجتمع والسيطرة على مؤسساته الحكومية وغير الحكومية. 

وهذا الحسم جاء ليؤكد صحة استنتاجات مبكرة حول اختيار الإخوان مرشحا من غير أعضائها لتدعمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى البلاد.. وهذا التغير فى موقف الإخوان يكشف عما يخططون له الآن ومستقبلا.. فهم الأغلب لا ينتظرون إحياء جماعتهم داخل مصر كما وعدهم هذا المرشح وأفصح عن ذلك  صراحة، لأنهم بالقطع يعرفون أن فرصته الانتخابية ضئيلة.. إنما هم يبغون بذلك ما هو أهم الآن بالنسبة لهم، وهو اختراق صفوف القوى المدنية فى البلاد وكسب فريق منها، على غرارها فعلت ونجحت فيه خلال حكم مبارك..

وشواهد هذا الاختراق ماثلة الآن فى سكوت شخصيات وقوى من الحركة المدنية على إعلان هذا المرشح عن موقفه المؤيد والداعم لإحياء جماعة الإخوان المصنفة قانونا بأنها جماعة إرهابية وعدم استنكارها أو رفضها لذلك.. وهنا يتضح لنا لماذا تولى حلمى الجزار تحديدا والمعروف بانفتاحه على غير الإخوان إعلان موقف الجماعة من مرشحى الانتخابات الرئاسية. 

لقد أراد الجزار بإعلانه هذا تعميق اختراق الإخوان للقوى المدنية، بل وإشهاره على الملا.. كان هذا هو هدفه الأساسى لأن الإخوان لا يريدون السلطة لغيرهم، وإنما يريدونها فقط  لأنفسهم، وتاريخهم الطويل يؤكد ذلك، وهم بعد أن بلغوها من قبل فى عام ٢٠١٢ يريدون استعادتها.. وهم إذا منحوا دعمهم مؤقتا لغيرهم سيكون بقدر يساعدهم على استعادة السلطة، ومن يعقد من خارجهم صفقات معهم يساعدهم على تحقيق هدفهم!