قريباً من السياسة

الحلم النووى تحقق !

محمد الشماع
محمد الشماع

قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بالبدء فى إجراءات تنفيذ « الحلم النووى » ، بإنشاء أول محطة نووية تضم أربعة مفاعلات بقدرة ١٢٠٠ ميجاوات لكل مفاعل على أحدث تكنولوجيا العصر من الجيل الثالث للمفاعلات النووية وبعمر افتراضى ستون عامًا . 


لم يكن الأمر سهلا فقد اعترض المشروع عقبات ومعوقات متعددة داخليا وخارجيا، بدأت بوضع اليد على مساحات من أرض المشروع، ومحاولات من بعض رجال الأعمال للسطو على موقع المشروع والتشكيك فى جدواه الاقتصادية بكل أبعادها وما يتبع ذلك من إهدار فترات زمنية طويلة أجريت خلالها جميع الدراسات والبحوث البيئية والفنية والجيولوجية والأمنية اللازمة والتى أكدت أن منطقة الضبعة هى أفضل منطقة لإقامة المحطة النووية، بالإضافة لذلك فإن جهات خارجية بذلت جهودا لمنع دخول مصر العصر النووى وآفاقه الواسعة لكن مصر تغلبت على تلك المحاولات ومنها مشكلة التمويل واختيار أفضل تكنولوجيا نووية فى هذا المجال عالميا . 


ورغم مرور أكثر من نصف قرن على حلم إقامة محطة نووية وتوقف المشروع إلا أن خطوات القيادة السياسية كانت متسارعة استطاعت إزالة جميع العقبات وأصبح الحلم حقيقة وتم البدء فى إنشاء المفاعلات الأربعة وسيتم الانتهاء من تركيب قلب المفاعل الأول خلال احتفالات نصر أكتوبر خلال أيام، كما تنتهى أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة خلال نوفمبر المقبل بالإضافة إلى الانتهاء من المدينة السكنية للمشروع وإنشاء أول مدرسة نووية بالمشروع وربط موقع المشروع بشبكة من الطرق والمحاور الجديدة وإنشاء مجتمع عمرانى وسياحى وزراعى وصناعى، قامت الإدارة الهندسية للقوات المسلحة بجهود ضخمة للوصول إلى هذا الإنجاز القومى لكى يخرج إلى النور ويغير وجه الحياة فى مصر عامة والمنطقة الشمالية الغربية، بصفة خاصة . 


الإنجاز الذى تحقق سيوفر طاقة كهربائية نظيفة ورخيصة وآمنة بكميات ضخمة لمواجهة الطلب المتزايد على الاستهلاك والاستثمار والتنمية المستدامة، والأهم أن المشروع سيحقق نقلة نوعية فى مجالات البحث العلمى وتطوير الصناعة والزراعة والاستخدامات الطبية شديدة الدقة، مما يجعل مصر من الدول المتقدمة عالميا، الحلم النووى أصبح واقعا يفخر به كل مصرى.