كنوز| كمبيوتر موسى صبرى يتفوق على اليابان !

موسى صبرى  -- أنيس منصور
موسى صبرى -- أنيس منصور

كان الأستاذ موسى صبرى دقيقاً جداً فى الحسابات.. فلم يحدث أن قدم له الجرسون فاتورة إلا وجلس يقرؤها بعناية شديدة .. ويخرج القلم ويحسبها .. مع أنه لن يدفع .. فقد كنا ضيوفا على حكومة اليابان. 

وبعد الضرب والقسمة والجمع ..يبدو الارتياح على وجه الأستاذ موسى صبرى ويوقع الفاتورة !

وفى يوم كنا فى صحبة الرئيس مبارك .. وجاء يوم الرحيل من طوكيو .. أعطونا الفواتير لنوقع عليها .. كلنا وقعنا دون النظر إلى ما جاء فيها .. فلا داعى لمراجعتها أو الاهتمام بما فيها ما دمنا لن ندفع .. إلا الأستاذ موسى صبرى ! 

بدأ يراجع ويجمع ويضرب ويطرح ويقسم.. ثم وقف سعيداً منتصراً عندما اكتشف خطأ فى الجمع، الخطأ مؤكد والمبلغ تافه : عشرون «ينا».. لكن اكتشاف الخطأ التافه انتصار للأستاذ موسى على كمبيوتر اليابان !! 

ضحكنا ولكنه أصر على أن يذهب للإدارة.. وذهب.. والتفوا حوله.. وانحنوا له وهم يتكلمون اليابانية .. وهو راسخ فى موقعه لا يتحرك !

وفجأة أعلنوا أن شركة الكمبيوتر تتوجه بالشكر إلى الأستاذ موسى صبرى.. وصدر قرار بتغيير أجهزة الكمبيوتر التى تغلط فى كل فاتورة.. ولا أحد يعرف منذ متى كان هذا الخطأ .. مصيبة.. كارثة كبرى !

وتزاحمت سلات الورود فى غرفة الأستاذ موسى صبرى.. وتلقى تذاكر الدعوة على العشاء والغداء.. ودعوة رسمية بأن ينزل فى الفندق ضيفا لمدة أسبوع..

وتذكرة طيران درجة أولى ذهابا وإيابا.. وخطاب شكر للرجل الذى أوقف اكتشافه نزيف «الين» بغير حق، وبرمجة خاطئة فى كمبيوتر الفندق!

وتلقى الأستاذ موسى صبرى هدايا متعددة.. كاميرا يابانية.. وقمصان حريرية.. وساعات على كل صنف ولون!

الدقة عند الأستاذ موسى صبرى تجلب له ما لم يكن ينتظره !

أنيس منصور من «الكبار يضحكون أيضا»