حكايات| العقرب الأسواني.. أغلى سُم في العالم | فيديو

 العقرب الأسواني
العقرب الأسواني

للعقارب أنواع عديدة لكنها أشهرها عقرب لوريس كونه الأكثر انتشارا في صحراء مصر ومحافظات الأقصر وأسوان، ويحتوي على السُم الأغلى سعرا الذي يستخدم حول العالم في التجارب وصنع الأمصال. 


ويقول «عم طلبة» مُربي الحيوانات المفترسة، أنه على الرغم من أن لدغات العقرب مؤلمة ولكنها نادرًا ما تكون مهدِّدة للحياة بالنسبة للكبار، بينما الأطفال الصغار هم الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة أو الوفاة. 


ويؤكد أن خطورة العقرب تكمن في الأبرة المدببة الموجودة بأخر الذيل، فهي بمجرد لمسها للفريسة تفرز نقطة سُم واحدة تسبب آلام بالغة بالجسم وقد تصل للوفاة لبعض الفئات.

إقرأ ايضا .. يستغلون المنصات ويتربحون باللايكات.. سبوبة دعاة السوشيال ميديا | فيديو 

من جانبه قال يقول دكتور عبد الوهاب خليل، مدرس الحشرات الطبية ونواقل الأمراض بكلية العلوم جامعة بنى سويف، إن جميع الأبحاث والمراجع أثبتت أن سم العقرب مضاد قوي للالتهاب، علما بأن كل السموم الطبيعية بما فيها سُم الثعابين والعقارب والنحل والدبابير وغيرهم، تحتوي على خصائص دوائية وعلاجية وفيرة جدا ومنها من هو مضاد للالتهاب ومسكن للالام ومضاد للأورام والميكروبات وأيضا الفيروسات والفطريات، لذا من الممكن أن يكون سُم العقرب مادة فعالة وقاتلة للفيروسات، إلا أن الأمر مازال في حاجة إلى دراسات عديدة تبدأ بالأبحاث المعملية ثم تنتهي بالدراسات الإكلينكية والسريرية على عدد من المتطوعين وما بينهم دراسات تؤكد في النهاية أن سُم العقرب يمكن أن يكون مستحضر أو وسيلة علاجية فعالة يستخدم في علاج فيروس كورونا سواء كان يتم استخدامه كمضاد للفيروسات أو للالتهاب أو أي صورة أخرى.

وينوه إلى أنه يتوافر في صحراء مصر آلاف الأنواع من العقارب لكن أشهرهم لا يتعدى الـ4 أنواع وهو ما يتم إنتاج السم منهم وهم عقرب لوريس، اندروكتونيس، الأموريكسي، الكلاسيكو، وتعد هذه الأنواع الأكثر سمية مقارنة ببقية الأنواع الأخرى.


ويوضح مدرس الحشرات الطبية أنه يتم استخراج السم من العقرب عن طريق الصدمات الكهربائية حيث يتم توجية تيار كهربائي ضعيف نحو ذيل العقرب حتى يشعر بالخطر ويقوم بالدفاع عن نفسه، فيبدأ في فرز السم من آلة اللسع من الطرف المدبب بالذيل على هيئة قطرات سائلة، ليتم الاحتفاظ به في أنبوبة مخصصة لذلك ثم تتم عملية الطرد المركزي عليه لطرد أي شوائب عالقة به، وتأتي مرحلة «التجفيد» كمرحلة أخيرة لنزع الرطوبة منه ويظل محتفظ بخواصه ويكون صالح للاستخدام لفترات طويلة جدا.


ويشير إلى أن جميع السموم الطبيعية تعتبر مستحضرات باهظة الثمن، وهذا يرجع إلى أن طريقة الحصول عليها واستخدامها في تصنيع الأدوية أو الأمصال أو مضادات الأورام  له مخاطر متعددة على من يقوم بـ«حلبها»، ويتفاوت سعر سُم العقرب نتيجة لعدة عوامل، أهمها وجود سلالات كثيرة من العقارب وندرة الأنواع الأكثر سمية ومدى إنتاجها، بالإضافة لعوامل أخرى مثل درجة نقاء السم وكميته.
ويختلف سعر الجرام الواحد المجفد من دولة لأخرى ومن منتج لأخر وأيضا حسب نوع السلالة ولكن متوسط السعر يتراوح ما بين 8 – 20 ألف دولار.


وفي السياق، يري حسن آدم العوامي، الباحث في عالم الزواحف، أن انخفاض سعر العقرب الواحد مقابل ارتفاع سعر السُم، أدى إلى انتشار تجارة بيع العقارب بشكل كبير، أو ما يعرف بمزارع العقارب، حيث يتم بيع العقرب فيها بسعر يتراوح ما بين 20 إلى 50 جنيها وفقا للحجم، وأحيانا يصل السعر إلى 10 جنيهات عند بيع كميات كبيرة، وفي النهاية يكون تصدير سُم العقرب للخارج تجارة رائجة جدا تربح آلاف الدولارات، خاصة بعد احتياج العديد من دول الخارج لسُم العقرب لاستخدامه في تصنيع الأدوية، الأمر الذي جعل أصحاب المزارع يتنافسون في الأسعار وتقديم العروض الخاصة.


وقد أطلق المزارعين بعض المسميات التجارية على العقارب التي تباع في المزارع لتسهيل عملية التجارة، فنجد أبوجنزير الأكثر مبيعا كونه أشد سمية وأكثر إنتاجا للسم، يليه الأمبراطور ثم بلطيم، مؤكدا أن جرام السم الواحد الكامل يحتاج لما يقرب من 4000 عقرب لاستخراجه، وذلك لأن العقرب الواحد ينتج نصف مليجرام فقط من السم.