فيض الخاطر

هنا وأخواتها..

حمدى رزق
حمدى رزق

فوز بنت مصر «هنا جودة» ببطولة إفريقيا فى تنس الطاولة والتأهل لأوليمبياد باريس، خبر جد سعيد.
تخيل المنافسة على صدارة الطاولة الإفريقية مصرية خالصة، بين (هنا جودة ودينا مشرف)، والله صورة مشرفة لبنات مصر.
يا له من إنجاز فريد، يحدث هذا فى مجتمع مايزال بعضه يعتبر شعر المرأة «عورة»، ويتحفظ على خروجها من منزلها، ويحاسب الفتيات على ملابسهن، ويتشدد سلفيا معهن حتى النخاع.
بطلات تنس الطاولة يرسلن رسالة معتبرة، يتحدين بالموهبة والإبداع والطموح حزب «أعداء الحياة».
بنات الرياضة المصرية يخلعن الإسدال، يكسرن الهيمنة الذكورية على المشهد العام، «هنا جودة» نموذج ومثال، وجه مصرى جميل يشرق عالميا، بنات مصر يعوضن غيابا طال للمرأة المصرية عن المحافل الدولية بفعل الموروثات المجتمعية.


مثير للإعجاب الظهور اللافت للفتيات المصريات فى المحافل الدولية، يكتبن سطورا فى كتاب الوطن، باب العظيمات، فصل الرقى والإبداع، وهذا ما لا يفقهه حزب أعداء الحياة، هل هذا الألق والسطوع يختبئ تحت نقاب؟!
وعلى منصات التتويج، وكأنهن يؤدين صلاتهن إخلاصا فى محراب الوطن، ألسنتهن تلهج بأغلى اسم فى الوجود «مصر»، ويرفعن العلم، أجمل نسخة من علم مصر على أكتافهن الرقيقة.
من الذى يهرف بهراء «الحريم»؟!
من ذا الذى يشيح بوجهه عن الجمال فى منتهى الإبداع؟!
من ذا الذى يتنطع بالقول، ويتأتى بالقبيح من قولٍ أو فعلٍ تجاه النساء؟!
حزب أعداء المرأة، وهو فرع من «حزب أعداء النجاح»، يخسر جولاته تباعا، لن تقوم لهذا الحزب قائمة، لن نسمع لهم صوتا بعد، وإذا خرجوا على الناس يهرفون بساقط القول، كما جبلوا على الفحش اللفظى تنمرا وتحرشا، ستسكنهن النساء فى قعور كهوفهم التى يعيشون فيها.


مضى زمن البنت مكانها البيت، وإذا خرجت حسب الموضة الشرعية، لكل حريته فى اللباس، المهم الإنجاز، التتويج قمة الرقى والاحترام، «هنا جودة» من سعد المصريين وهناهم، صورة تفرح القلب للبنت المصرية، عنوان عريض للمرأة المصرية، سيدات الكمال الإنساني، والكمّل من النساء فى كل بيت، وفى كل مصنع، ومعمل، وفى كل مزرعة وديوان، وعلى منصات التتويج.