حكاية مطرقة الأمم المتحدة «ثور».. وموقف غريب وراء كسرها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يعلم الجميع صوت المطرقة، فمنها ما يستخدم في قاعة المحكمة، وأخرى تسمع بقاعة المسرح والأوبرا، لكن مطرقة الأمم المتحدة ذات شأن أخر.

عندما يسمع صوت المطرقة الأممية، فهو يعني إيذانا ببدء الاجتماع أو ختامه، أو الموافقة على جدول الأعمال، أو انتخاب المسؤولين، أو اعتماد قرار، أو الدعوة إلى الصمت. لهذه المطرقة الصغيرة، ذات الشكل غير المألوف تاريخ طويل ومشوق ومليء بالقرارات والإنجازات على مدى ثلاثة وسبعين عاما. 

تبدأ قصة مطرقة برئيس الجمعية العامة من أيسلندا، وذلك لأن بها ما يعرف بــ"جد البرلمانات الحديثة"، حيث تعتبر الديمقراطية الأيسلندية هي الأقدم في العالم. ففي العام 930 عقدت أول جلسة برلمانية في بلاد الفايكنج. والتي لا تبدو مسالمة للغاية، فهي تجعل المرء يفكر في عصر الفايكنج الصعب. ومدى ضخامة التحول الذي شهدته المطرقة من أداة عادية يستخدمها زعيم عادي لتأديب أفراد قبيلته إلى مطرقة يستخدمها زعيم برلمان العالم. لذا في منتصف القرن العشرين اقترح الأيسلنديون أن يتسلح الشخص الذي يترأس الجمعية العامة، بمطرقة أيسلندية.

نقش على المطرقة باللغتين الأيسلندية واللاتينية عبارة تقول “يجب بناء المجتمع على أساس القوانين" وتلك العبارة مأخوذ من إحدى المخطوطات الأيسلندية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر، وهي الفترة التي اعتمدت فيها البلاد الديانة المسيحية، التي ساهمت وقتها "في إنهاء الصراع الداخلي وتوحيد البلاد."

مطرقة ثور

ويطلق على مطرقة رئيس الجمعية العامة أيضا اسم مطرقة ثور، وبمناسبة افتتاح مبنى مقر الأمم المتحدة الجديد المطل على ضفة النهر هنا في نيويورك عام 1952، أهدى الممثل الدائم لأيسلندا السيد ثور ثورز المطرقة لرئيس الجمعية العامة. ولهذا تعرف أيضا بمطرقة ثور."

خروشوف وراء كسر المطرقة الأممية 

والطريف أن تلك المطرقة المهداة من أيسلندا، ظلت في الجمعية العامة لمدة ثماني سنوات. قبل أن يحدث مالم يكن متوقعا. ففي العام 1960، كسر الأيرلندي فريدريك بولاند، رئيس الجمعية العامة آنذاك المطرقة، عندما ضرب بها على الطاولة في محاولة لتهدئة الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، ومنعه من الضرب بحذائه على الطاولة، كانت هناك ضوضاء لا تصدق في القاعة، وحاول بولاند وضع الأمور في نصابها فضرب بقوة على الطاولة بالمطرقة وكسرها."

وتضامنا مع موقف رئيس الجمعية العامة، أرسلت وفود الدول مطارق للسيد بولاند، لكن القرار في الأمم المتحدة له شكل آخر. إذ تم الطلب من أيسلندا، بصنع نسخة طبق الأصل من المطرقة المكسورة. وعلى عكس النسخة الأصلية، تمكنت النسخة الجديدة من الصمود في الأمم المتحدة لمدة نصف قرن تقريبا.

قصة اختفاء المطرقة

لم تكن حادثة كسر المطرقة في عام 1960 نهاية الطرائف مع مطرقة "ثور “القصة، ففي العام 2005، اختفت المطرقة ولم يعثر عليها وتم الإبلاغ عن اختفاء المطرقة. على الرغم من أن كل قاعة من قاعات المؤتمرات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك تحتوي على مطارق خشبية صغيرة، إلا أن المطرقة الموجودة في مبنى الجمعية العامة ضخمة ومنحوتة عليها نقش خاص أما لونها فيميل إلى البني. وقمت بنحت وتصميم هذه المطرقة سيجريدور كريستجانسدوتير، وهي واحدة أشهر النحاتين في أيسلندا. والتي اختارت خشب شجرة الكمثرى القوي خاصة بعد أن كسر المطرقة الأولي.

اقرأ أيضا | غدًا.. عروض نادي سينما المرأة للمركز القومي للسينما بالهناجر