«صدئت سيوفُ قبيلتي» قصيدة للشاعر محمد الشحات

الشاعر محمد الشحات
الشاعر محمد الشحات

                         

أطلقْ رصَاصَتكَ الأخيرةَ

واختبىءْ

كي تحتمَـى

مِنْ صوتِ من قُتِلوا

ولسوفَ تلعَنُ قاتِليِهَا

أنتَ الذِي أطلقتَها

وتركتَها

كالمِنجلِ المسعورِ يحصدُ من يراه

وتَظًل تتركُ خلفَهَا

طفلاً يعانقُ يُتمَهُ

وضفائرَ

لمْ تسترحْ في حِضْنِ عاشِقِها

وهمسُ صغيرةٍ تُخفِي مدامعَها

وصوتُ مؤذنٍ يدعُو

فترتجفُ المآذنُ

ثم تصمتُ

آهِ ما أقسى ضجيجَ الصمتِ

ما أقسى انتظارَكَ حين تُنتحبُ البلادُ

وتستحِي إذْ تشتَكِي

يا حزنَ قلبي حين ينكسرُ الرجالُ

لقد أضاعوا هيبةَ الأوطانِ

وانكسرتْ سيوفُ قبيلتي

وتراجع الفُرسانُ ممتلئينَ

بالصمتِ البليدِ

أجلْ

صدِئَتْ سيوفُ قبيلتِي

وتعلّقتْ فوقَ الجِدارِ

وجلّ فينا الانتظارُ

لكي أرىَ سيفِي

 كتوماً لا يرنُّ صَليلُه

وأرى خيوليَ ضَامراتٍ

فاحتميتُ

بوجه جَدِّي والحقيقةِ

علني أصحوُ

وأبتدىءُ الكلامَ.