«الرِّيحُ والرُّوحُ» قصيدة للشاعر السيد حسن

السيد حسن
السيد حسن

 سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ

وأُبقِي لَدَى الرُّوحِ مَا تَصطَفِيهْ

سَأُلقِي أَقَاصِيصَ مَقهًى شَرِيدٍ

تَغَرَّبَ بَينَ الَّليالِي طَوِيلا

وَأسرَفَ فِي الوَهمِ

قَالاً فَقِيلا

وَأضنَاهُ صَوتُ الدُّخَانِ الكَرِيهْ

 

***

 

سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ

سَأُلقِي عُطُورَ النِّسَاءِ الَّلوَاتِي

نَصَبنَ الأَحَابِيلَ فِي كُلِّ دَربِ

تَصيَّدنَ قَلبِي

وَلَكِنَّهُ مِثلَ ظَبيٍ طَرِيدٍ

تَولَّى بَعِيداً.. بَعِيداً تَولَّى

وَلا لَمْ يَذُقْنَ الَّذِي قَرَّ فِيهْ

 

***

 

سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ

ضَجِيجَ المَطَارَاتِ

لَيلاً نَهَارَا

غَوَايَةَ كُلِّ المَزَارَاتِ تَزهُو

يُزَغرِدُ قَلبُ العُيونِ انبِهَارَا

ولَكِنَّ قَلبِيَ يَأبَى ارتِحَالاً

فَكُلُّ المَدَائِنِ لِلقَلبِ تِيهْ

 

***

 

سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ

وأُبقِي لَدَى الرُّوحِ مَا تَصطَفِيهْ

تَعَارَكَتِ الرِّيحُ والرُّوحُ يَومًا

تَنَازَعنَ شِعرِي

فَهَذِي تُقَدِّمُ صَكَّ اشْتِهَاءٍ

وَهَذِي تُقَدِّمُ صَكَّ اصْطِفَاءٍ

وَكُلٌّ تُؤكِّدُ مَا تَدَّعِيهْ

 

***

 

فَمنْ يُفهِمُ الآَنَ رُوحِي وَريحِي

بِأنِّي لَدَى الشِّعرِ

قَلبٌ مُرِيدٌ

هُوَ الشِّعرُ

أَطيَافُ نُورٍ تُصَلِّي

هُوَ الشِّعرُ

نَارٌ لِمنْ يَصطَلِيهْ