سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ
وأُبقِي لَدَى الرُّوحِ مَا تَصطَفِيهْ
سَأُلقِي أَقَاصِيصَ مَقهًى شَرِيدٍ
تَغَرَّبَ بَينَ الَّليالِي طَوِيلا
وَأسرَفَ فِي الوَهمِ
قَالاً فَقِيلا
وَأضنَاهُ صَوتُ الدُّخَانِ الكَرِيهْ
***
سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ
سَأُلقِي عُطُورَ النِّسَاءِ الَّلوَاتِي
نَصَبنَ الأَحَابِيلَ فِي كُلِّ دَربِ
تَصيَّدنَ قَلبِي
وَلَكِنَّهُ مِثلَ ظَبيٍ طَرِيدٍ
تَولَّى بَعِيداً.. بَعِيداً تَولَّى
وَلا لَمْ يَذُقْنَ الَّذِي قَرَّ فِيهْ
***
سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ
ضَجِيجَ المَطَارَاتِ
لَيلاً نَهَارَا
غَوَايَةَ كُلِّ المَزَارَاتِ تَزهُو
يُزَغرِدُ قَلبُ العُيونِ انبِهَارَا
ولَكِنَّ قَلبِيَ يَأبَى ارتِحَالاً
فَكُلُّ المَدَائِنِ لِلقَلبِ تِيهْ
***
سَأُلقِي إلى الرِّيحِ مَا تَشتَهِيهْ
وأُبقِي لَدَى الرُّوحِ مَا تَصطَفِيهْ
تَعَارَكَتِ الرِّيحُ والرُّوحُ يَومًا
تَنَازَعنَ شِعرِي
فَهَذِي تُقَدِّمُ صَكَّ اشْتِهَاءٍ
وَهَذِي تُقَدِّمُ صَكَّ اصْطِفَاءٍ
وَكُلٌّ تُؤكِّدُ مَا تَدَّعِيهْ
***
فَمنْ يُفهِمُ الآَنَ رُوحِي وَريحِي
بِأنِّي لَدَى الشِّعرِ
قَلبٌ مُرِيدٌ
هُوَ الشِّعرُ
أَطيَافُ نُورٍ تُصَلِّي
هُوَ الشِّعرُ
نَارٌ لِمنْ يَصطَلِيهْ