عاجل

فى الصميم

فى عيد قناة السويس انتصارات خالدة ومؤامرات لا تتوقف

جلال عارف
جلال عارف

بالأمس (١٥ سبتمبر) كان الموعد مع ذكرى عزيزة علينا جميعاً حين سقطت المؤامرة على قناة السويس، ونجح أبناء مصر بالعبور فوق أعناق المتآمرين الذين قاموا بسحب المرشدين الأجانب لكى يثبتوا أن مصر غير قادرة على إدارة المرفق العالمى الأعظم فى العالم!

كان يوم ١٥ سبتمبر ١٩٥٦ يوم انتصار قناة السويس بإدارة مصر وتحت سيادتها، وليكون ذلك اليوم بشير الانتصار الكامل الذى تحقق فى نفس العام بهزيمة العدوان الثلاثى وانسحاب آخر قواته من بورسعيد الباسلة فى ٢٣ ديسمبر.

وفى عام واحد تخلصت  مصر من الاحتلال، واستعادت قناتها وسجلت النجاح العظيم فى ادارتها، وبدأت رحلة التنمية فى ظل الاستقلال ببناء السد العالى والقلاع الصناعية، لكن التآمر على مصر لم ينقطع.. بالحرب المباشرة كما حدث فى ١٩٦٧، وبالحصار الاقتصادى ومحاولات تعطيل مسيرة التنمية على الدوام، وبدعم قوى الإرهاب التى أوصلوها للحكم مع الإخوان وساندوها وهى تحاول الاستيطان على أرض سيناء العزيزة لتقيم فيها إمارة للإرهاب توجه سلاحها ـ كالعادة ـ الى صدور المصريين وليس لحلفائها من أعداء مصر!!

وكانت قناة السويس شاهدة على ذلك كله فهى  منذ أول ضربة فأس لحفرها ـ كانت دائماً على خط المواجهة.. وكانت أرضها شاهد الانتصار فى حرب ٥٦، وطريق العبور فى اكتوبر العظيم، وكانت أيضا نقطة البداية لمعركة تعمير سيناء التى ما كان يمكن أن تبدأ إلا بعد هزيمة عصابات الإرهاب التى حلمت بحكم مصر ٥٠ سنة، وأرادت أن تستوطن سيناء بدعم قوى إقليمية ودولية لم ولن تقبل بمصر القوية المستقلة إلا مضطرة!!

أيضا.. كانت قناة السويس وستظل عنواناً رئيسياً فى جهود مصر للنهوض الاقتصادى، ولم تكن مصادفة أن يرتبط مشروع التنمية فى إقليم القناة بامتداده الطبيعى على طول أرض سيناء الحبيبة، ولم تكن أيضا مصادفة أن تتضمن محاولات تعطيل هذه الجهود واستهداف قناة السويس بمشاريع مشبوهة سقطت كلها فى بئر الفشل (!!).

بينما كانت مصر تمضى فى توسيع القناة وتطوير الخدمات بها، وفى تحويل المنطقة حولها إلى أكبر مشروع للتنمية والتجارة العالمية فى موقع لا مثيل له فى العالم يربط بين آسيا وأوروبا وافريقيا، ومع أكبر وأهم ممر مائى عالمى للتجارة.

نعرف أن أى نجاح فى تنمية مصر يزعج أطرافاً كثيرة، وأن الانزعاج يزداد حين يتعلق الأمر بتنمية سيناء، أو بالنجاح المطرد، فى قناة السويس، ونعرف أن المشروعات المشبوهة فى مواجهتها لن تتوقف، لكننا نعرف ـ قبل ذلك وبعده ـ أن مصر ستمضى فى طريقها ـ رغم كل التحديات ـ لزرع التنمية فى ربوع سيناء، ولتحويل منطقة القناة إلى أكبر مركز استثمارى عالمى.. أما القناة نفسها فستظل الطريق الأفضل للتجارة العالمية، والأكثر أماناً، والأقل تكلفة، يكفى أن آخر مشروع يجرى الترويج له سيكون ـ فى أهم مراحله ـ تحت حماية الإرهابى «بن غفير».. وتلك قصة أخرى!!