نوبة صحيان

مصر السند والظهر

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

يعيش أهلنا فى الشقيقتين.. المغرب وليبيا محنتين شديدتين، بسبب الزلزال الكبير الذى ضرب الأولى، والإعصار الذى أطاح بمدن كاملة فى الثانية.. ومنذ اللحظات الأولى للكارثتين كانت قلوب المصريين تلهج بالدعاء للجميع، وتتمنى السلامة للكل.

ولم تكتف الدولة المصرية بتقديم التعازي، أو إعلان الحداد الرسمى لمدة 3 أيام «على أهمية هذه الإجراءات»، لكن تحركها على أرض الكارثتين كان أسرع.. ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى أجهزة الدولة ومؤسساتها بتقديم الدعم الفورى، والإغاثة الانسانية، للأشقاء فى ليبيا والمغرب بأسرع السبل وهى الجو والبحر.

ونظرا لاستعدادها الدائم فى أى وقت.. وجه الرئيس السيسى قواتنا المسلحة الباسلة بتقديم كافة أشكال الدعم الإنسانى من أطقم إغاثة، ومعدات انقاذ، ومعسكرات إيواء، بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية، وهو ما تم بالفعل فى وقت قياسى غير مسبوق.

وتأكيدا على الاهتمام المصرى والحرص على الوقوف صفا مع الأشقاء كما وكيفا.. حرص الرئيس بنفسه على مشاهدة اصطفاف معدات الدعم والإغاثة، والمساعدات الانسانية للأشقاء فى ليبيا.

وفى قرار مهم يمثل نقلة نوعية فى عمليات الإغاثة والمساعدة.. وجه الرئيس أيضا بتجهيز حاملة الطائرات «الميسترال» للعمل كمستشفى ميداني، لعدم تحميل الأشقاء فى ليبيا أية أعباء..

وفى تقديرى أن هذا قرار تاريخى فى العمل الإغاثى بالمنطقة، يجسد انسانيا وحرفيا معنى «مسافة السكة».. ولكى نتصور نتائجه.. فكأنما نقلنا أحد أكبر مستشفياتنا الكبرى فى مصر، الذى يضم كل التخصصات مباشرة إلى ليبيا.

وتمثل الميسترال مدينة صغيرة عائمة يبلغ طولها 199 مترا، وحمولتها 21 ألف طن، وتسير فى البحر بسرعة تفوق 18 عقدة، أى ما يعادل 36 كيلو مترا فى الساعة، وفى الظروف العادية تكون مزودة بوحدة طبية شاملة، تبلغ مساحتها 750 مترا مربعا، بها 20 غرفة، بجانب غرفتين للعمليات الجراحية، وغرفة للأشعة، و69 سريرا، مع الأطقم الطبية اللازمة، فضلا عن صيدلية كاملة للأدوية والمستلزمات.. وعند اللزوم يمكننا مضاعفة الأسرة، وزيادة عدد الأطقم.. وتحيا مصر السند والظهر.