صراع قوي في الجبهة اليسرى.. والسويسري في تحدٍ كبير

موديست بين «حلم كولر».. و«نيران الانتقادات»| صفقة العجوز الفرنسي هل تُطفئ ظمأ الجماهير؟!

موديست
موديست

«أين أنتم لا أراكم».. هكذا هو شعار الفرنسى العجوز أنتونى موديست مهاجم الأهلى الجديد الذى معه أخيرًا حقق أحلام مدربه السويسرى مارسيل كولر الذى كان يبحث مرارًا وتكرارًا عن لاعبٍ أجنبى شرس بلغة الكرة يتمكن من مواكبة التحامات بطولات الأهلى وعارض المدرب تأجيل حسم الصفقة للشتاء المقبل، لكن انتقال اللاعب للقلعة الحمراء فى صفقة انتقال حر من بروسيا دورتموند الألمانى، أعقبها تساؤلات كثيرة أبرزها: الاعتراض على عمره.. وفى هذا التقرير سنعرض تفاصيل الفرنسى بالأرقام والحكم دائمًا سيكون للملعب.

موديست «الدبابة الفرنسية» على الرغم من أنه لم يحالفه الحظ فى ارتداء قميص منتخب بلاده واللعب فى أى مباراة دولية، لكنه هو قادم من المنافسات الألمانية وتحديدًا بروسيا دورتموند وبالواقع فإن منافسة الألمان هى أقوى من الدورى المصرى وهذا يعنى أن موديست لديه لياقة بدنية قوية جعلته في سن الـ 35 وسط التحامات الألمان ومع ذلك استمر ويقف على أرضٍ صلبة فهو يملك عامة سيرة ذاتية وتكوينًا فطريا جسديًا أصقله الانخراط منذ نعومة أظافره فى نظام احترافى أسسه على نحو جيد من خلال رحلته التي تمتد لـ 16 عامًا مع 10 أندية فرنسية، وألمانية، وإنجليزية وصينية، ارتدى قمصانها منذ أن مارس كرة القدم فى 2007.

ولعب موديست فى مشواره الكروى 478 مباراة بين عامى 2007 و2023 سجل فيها 178 هدفًا وصنع 38 فى مستوى منافسة هى الأعلى فى العالم ومحطته الأخيرة كانت مع عملاق ألمانى وقبله أفضل موسم له فى مشواره الاحترافى والذى كان مع كولن وسجل فيه 23 هدفاً وصنع 4 في 35 مباراة.

وبالاطلاع إلى إحصائيات سابقة نجد البرتغالى كريستيانو رونالدو لديه 38 عاماً ومازال يمارس اللعبة فى النصر السعودى، وكذلك الأرجنتينى ليونيل ميسى 36 عاماً ويلعب لإنتر ميامى الأمريكى والفرنسى كريم بنزيما لديه 35 عاماً ويلعب لاتحاد جدة وغيرهم كثير من الأسماء الأوروبية الكبيرة سنًا لكنهم متفوقون فى الملاعب، وبالنظر إلى موديست تحديدًا فهو متميز فى ذكاء التمركز والإنهاء الجيد، وهذا يعانى منه الأهلى، فمنذ اعتزال عماد متعب لم يجد بطل أفريقيا ضالته فى مهاجمٍ يملك الذكاء فى التحرك واتخاذ القرار الصحيح.

الأمر هنا لا يتعلق بالقوة البدنية فى منافسات يستحوذ فيها نادى القرن على الكرة بل يتعلق الأمر فى استغلال الفرص والإنهاء والدقة.. ومع منافسة أقل من الدوري الألماني بدون شك فارق الأداء البدني الذى تفوق فيه الصغار على موديست وأقرانه فى ألمانيا سيتلاشى فى مصر ويصبح الفارق للمهاجم الفرنسى بالنظر إلى الفوارق البدنية بين السن الأصغر فى مصر وأوروبا.

◄ اقرأ أيضًا | غدًا.. الأهلي بدون «موديست» | يُواجه اتحاد العاصمة على السوبر الأفريقي

◄ صديق معلول!
قد ينافس موديست التونسى على معلول ظهير أيسر الأهلى فى تسديد ركلات الجزاء لأن الفرنسى فى مسيرته متقن التسديد لها بنسبة تفوق الـ 90% فنجح فى تسجيل 25 ركلة مقابل إخفاق 5 ضربات وبالتالى سيكون لكولر ترتيب جديد فيما يخص الركلات الترجيحية، وأحرز موديست عامة 178 هدفًا طيلة مسيرته سجلها فى 478 مباراة فى كل المسابقات الرسمية، بين عامى 2007 و2023 أى خلال 16 عامًا، وفريقان لم يتمكن أنتونى من التسجيل لهما، هما: سانت إتيان الفرنسى وبلاكبيرن روفرز الإنجليزى، علمًا بأنه خاض فى التجربة الأولى 8 مباريات فقط و9 فى الأخيرة.. وبين كل الأندية التى دافع عن ألوانها، يبقى كولن الألمانى أكثر فريق سجل له أهدافًا، بواقع 79 هدفًا مع 10 تمريرات حاسمة فى 157 مباراة رسمية، واللافت أن موديست أحرز 85 هدفًا فى بوندسليجا سواءً مع كولن، أو هوفنهايم أو بوروسيا دورتموند، ليظهر ثانيًا فى قائمة الهدافين الفرنسيين التاريخيين فى المسابقة الألمانية، خلف فرانك ريبيرى بفارق هدفٍ وحيد.

◄ اليمنى «الفتاكة»
سجل الفرنسى 70 هدفًا بقدمه اليمنى لكن هناك ملاحظة فى اللاعب أنه لا يجيد الانفرادات السريعة المعروفة باسم «سولو جول» فهو متمكن أكثر فى استغلال العرضيات أو التمريرات الأرضية وكما نقول بلغة الكرة «باصى وحط»، ويتمكن اللاعب من التسديد عن قرب بقوة أو من على حدود منطقة الجزاء والصندوق لكنه غير مميز بشكل قوى فى التسديدات الصاروخية عن بُعد، لكن ما يميزه أنه أمام حارس المرمى لديه سرعة توجيه الكرة فى الزاوية المناسبة وأحيانًا يضعها فى الزاوية الأكثر صعوبًة مما يجعل الحارس فى وضع المفاجأة، أما عن القدم اليسرى فسجل بها الفرنسى 16 هدفًا خلال مسيرته وهذا يعنى أن اعتماده الأكبر على القدم اليمنى «الفتاكة».

◄ الرأس المفقودة!
منذ أن اعتزل الأنجولى فلافيو لاعب الأهلى السابق وأيضًا عن قريب عماد متعب لم يجد الأهلي لاعباً يعوض أهداف ضربات الرأس وحتى وإن كان الفريق مازال يسجل بالرأس آخرها هدف محمد عبدالمنعم مدافع الأهلى عندما سجل هدف التتويج ببطولة أفريقيا على حساب الوداد المغربى، لكن تعاقد الأهلى مع موديست قد يحل تلك الأزمة فى ظل وجود المغربى رضا سليم من الناحية اليمنى وكذلك على معلول من الجانب الأيسر وبالتالى ضمن موديست عرضياتٍ متقنة وهو فى طريقه لتحقيق حلم آخر لكولر المفقود وأيضًا لجماهير الأهلى بأكملها.. سجل موديست 40 هدفًا خلال مسيرته برأسه، أى ما يصل إلى 25% تقريبًا من كل أهدافه وفى موسم 2021-2022، سجل موديست 20 هدفًا لكولن، منها: 10 أهداف بالرأس، أى بنسبة 50% .. وفى ذلك الموسم، كان موديست أكثر من أحرز رأسيات فى الدورى الألمانى، منذ المهاجم التشيكى يان كولر مع بوروسيا دورتموند فى 2004-2005.

◄ جبهة نارية!
وستعد الجبهة اليسرى للأهلى قوة الفريق لكن مع سحب كهربا من الهجوم فهذا يعنى أن الاعتماد على كهربا سيكون فى الجانب الأيسر وهذا يعنى أن المنافسة ستزيد بين اللاعبين من أجل حجز مكانٍ فى التشكيلة الأساسية وكهربا الذى تألق منذ عودته من الإيقاف الموسم الماضى سيكون حبيس دكة البدلاء طوال الموسم الجديد، وإنما سيحاول كولر الاستفادة من سرعته فى مركز الجناح الأيسر.

ولعب كهربا 26 مباراة فى مركز الجناح الأيسر منذ انضمامه قادمًا من ديسبورتيفو أفيس البرتغالى فى يناير 2020، وحتى رحيله على سبيل الإعارة إلى هاتاى سبور التركى يناير 2022 وسجل كهربا خلال تلك المباريات 12 هدفًا، وصنع 6 أهداف أخرى، وفى المقابل، لعب كهربا 37 مباراة فى مركز رأس الحربة، سجل خلالها 15 هدفًا، وقدم 5 تمريراتٍ حاسمة.

صلاح محسن أيضًا سينتقل للمنافسة على مركز الجناح الأيسر، كونه لعب 22 مباراة مع الأهلى فى هذا المركز، مقابل 15 مباراة فى قلب الهجوم قبل إعارته إلى سيراميكا، وأزمة الجناح الأيسر ستتضح معالمها إذا علمنا أن هذا المركز يتنافس عليه أصلًا 3 لاعبين من الموسم الماضى، هم: حسين الشحات، وطاهر محمد طاهر، وأحمد عبدالقادر.

فالشحات هو اللاعب الذى أنهى الموسم الماضى وهو يلعب بشكل أساسى فى هذا المركز، رغم أن اللاعب مركزه الأساسى فى الجبهة اليمنى، وكولر نقل الشحات من اليمين إلى اليسار، كى يتمكن من الاستفادة من خدماته إلى جانب بيرسى تاو معًا فى التشكيل وخطوة كولر أتت بثمارها، حيث وصل الشحات إلى ذروة تألقه فى الموسم الماضى.

عبدالقادر هو الآخر سيكون منافسًا شرسًا فى الموسم الجديد، رغم تراجع أسهمه فى الأمتار الأخيرة من الموسم الماضى، ولعب عبدالقادر كجناحٍ أيسر فى 34 من أصل 44 مباراة فى الموسم الماضى، وسجل 6 أهداف، وصنع هدفين.

طاهر محمد طاهر هو الآخر يعتمد عليه كولر فى مركز الجناح الأيسر، علمًا بأنه يلعب فى أكثر من مركز بين خطى الهجوم والوسط. وخاض طاهر 11 مباراة كجناحٍ أيسر، مقابل 14 فى الجناح الأيمن، لكنه لم يسجل أى هدف فى أى من المركزين.

◄ خطف القبعة
فى 7 نوفمبر 2021، كان موديست حديث الساعة فى الدورى الألمانى، سجل موديست هدفين ليقود كولن إلى تعادلٍ ثمين (2-2) مع يونيون برلين، لكن اسم المهاجم الفرنسى تردد فى الصحافة العالمية كثيرًا لسبب آخر وبعد هدفه الثانى فى الدقيقة 86، احتفل موديست مجددًا بشكل غريب.

وفى هذه المرة، عمد موديست إلى سرقة «قبعة» مدربه شتيفن بومجارت الذى بدا غاضبًا بشدة من افتقار اللاعب على حد وصف صحيفة «ديلى ستار» البريطانية، إلى العقلية الانتصارية، وارتدى موديست، القبعة الذى اعتاد واشتهر بها مدربه، وظل يرقص أمام تعبيرات وجه المدرب الغاضبة الذى طالبه بالتوقف عن الاحتفالات والعودة إلى الملعب من أجل محاولة تسجيل هدف النقاط الثلاث.

◄ قهوة مجانًا
وفى 23 أبريل 2022، نجح كولن فى التفوق 3-1 على أرمينيا بيليفيد فى مباراة جمعت بينهما ضمن الجولة 31 من منافسات الدورى الألمانى، وكل شيء بدا عاديًا فى مباراة الفريقين حتى سجل موديست هدف تقدم كولن 2/1 فى الدقيقة 43 واحتفل الفرنسى بشكل غير مألوف، حيث أخرج أكياسًا من بن القهوة، كتب عليها: «أنتونى موديست»، ثم وزعها على المصورين والمشجعين.

وبعد نهاية المباراة، أكمل موديست الترويج لشركة القهوة الخاصة به، ليوزع عينات إضافية على جماهير كولن وفسر موديست احتفاله، بقوله: «أردت أن أشكر الناس، لقد دعمونى دائمًا.. ولأننى لا أستطيع أن أعطيهم قميصى، أعطيتهم قهوتى».