أخيراً.. وقبل نحو عام من انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، رضخ زعيم الجمهوريين فى مجلس النواب لضغوط المتشددين من نواب حزبه والمحسوبين على الرئيس السابق ترامب، وقرر بدء الاجراءات بهدف «عزل الرئيس الأمريكى بايدن»، على خلفية تعاملات مع دول أجنبية لنجله «هانتر». وبرر الزعيم الجمهورى مكارثى هذه الخطوة بأن بايدن كذب على الشعب حين أنكر صلته بأى تعاملات مثيرة للجدل من جانب ابنه الذى يخضع الآن للتحقيقات بتهم أخرى تتصل بالتهرب من سداد الضرائب وحيازته لمسدس غير مرخص!
المثير أن معظم النواب الجمهوريين فى المجلس ضد هذه الخطوة التى يعتبرونها لصالح الديمقراطيين وبايدن، ولهذا خشى رئيس المجلس مكارثى من عرض أمر العزل للتصويت واتخذ القرار على مسئوليته رضوخا للنواب المتشددين من الجمهوريين الذين يرون أن هذه الخطوة أيا كانت النتيجة ستخدم ترامب فى معركته وتخفف عنه ضغوط المحاكمات التى يخضع لها الآن.
البيت الأبيض رد - بلسان المتحدث الصحفي- بأن القرار جاء لدوافع سياسية، وبأن الجمهوريين فى مجلس النواب يحققون بالفعل منذ تسعة شهور فى هذا الأمر ولم يجدوا أى مخالفة من جانب بايدن. والديمقراطيون أشاروا إلى أن ما حدث جاء بقرار من ترامب، وعلى غير رغبة معظم النواب الجمهوريين الذين يعرفون الحقيقة ويخشون من نتائج سلبية لهذه الخطوة على فرصهم فى الانتخابات التشريعية التى تجرى مع انتخابات الرئاسة وبالتأكيد يعرف زعيم الجمهوريين فى مجلس النواب أن هناك شكاً كبيراً فى أن يحصل قرار ضد بايدن على أغلبية المجلس، وحتى إذا حدث ذلك، فسيسقط القرار فى مجلس الشيوخ الذى يملك فيه الديمقراطيون الأغلبية «وهو نفس ما حدث لترامب من قبل»، لكن الهدف هو استخدام هذه الورقة فى الانتخابات من جانب ترامب الذى لا يكف عن اتهام بايدن بالمشاركة فى النشاط التجارى المثير للجدل لابنه. علما بأن ابن ترامب أيضا يخضع للتحقيقات بشأن التحايل للتهرب الضريبيى وهو يدير شركات أبيه!
وبعيدا عن المحاكم كان التطور اللافت سياسيا هو دخول الرئيس الروسى بوتين على الخط بالتأكيد على أن ما يجرى لترامب هو دليل على فساد النظام السياسى فى أمريكا«!!».. البعض رأى ذلك هدية لترامب، والبعض رأى أن الهدية مسمومة، حيث أحيت من جديد الاتهامات لروسيا بالتدخل فى الانتخابات السابقة لصالح ترامب!!
ويبقى الطريق لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة فى انتظار المزيد من المفاجآت!!
