كنوز| ناصر يكرم «القرش» المصرى بوسام الجمهورية

الرئيس عبد الناصر يستقبل أبو هيف ويكرمه -- أبو هيف
الرئيس عبد الناصر يستقبل أبو هيف ويكرمه -- أبو هيف

رجالة وطول عمر ولادك يا بلدنا رجالة، ومن هؤلاء الرجالة السباح المصرى العالمى عبد اللطيف أبو هيف الذى لقب بتمساح النيل، وسباح القرن العشرين، والقرش الذى قهر «المانش»  متحدياً للبرودة القاتلة والتيارات الجارفة التى قهرت أغلب من حاولوا عبوره !

وُلد عبد اللطيف أبو هيف فى 30 يناير1929 بالإسكندرية، وتخرج فى كلية «سانت هيرست» العسكرية بلندن التى التحق بها بمكرمةٍ من الملك فاروق بعد نجاحه فى عبور المانش عام 1951، أبو هيف برع فى السباحة وهو بعمر  10 سنوات، وتمكن من الحصول على بطولة الإسكندرية فى سن مبكرة، وتوالت نجاحاته ليُتوج بطلا محليا لمدة عشر سنوات وبطلا عالميا لمدة خمسة وعشرين عاماً، فاز بالمراكز الأولى فى أكثر من عشرين سباقاً دولياً، محققاً أرقاماً قياسية فى عبوره للمانش لأول مرة عام 1951، وثانى مرة فى عام 1955  بفوزه بالمركز الأول فى السباق الدولى لعبور المانش متفوقاً على أشهر وأسرع السباحين العالميين، واحتل المركز الأول فى أطول سباقٍ للسباحة الطويلة حول العالم، ظل يسبح خلاله لمدة 36 ساعة فى بحيرة «ميتشجان» بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت المسافة المقرر قطعها 135 كيلومتراً عام 1963، وحصد المركز الأول فى العديد من السباقات التى نُظمت فى الأرجنتين التى وصل إحداها إلى مسافة 250 كيلومتراً قطع فيها أبو هيف مقدار 60 ساعة سباحة من  روساريو إلى بوينس آيرس، حصل على المركز الأول فى سباق نهر السين بفرنسا عام 1952، وعُرف البطل المصرى العالمى عبد اللطيف أبو هيف بأنه من أبرز سباحى المسافات الطويلة على مستوى العالم، وحصل البطل المصرى العالمى عبد اللطيف أبو هيف على المركز الأول فى سباق مونتريال الدولى بكندا عام 1965 عندما أصر على الاستمرار بالسباحة بمفرده بعد أن مرض رفيقه الإيطالى بسبب البرودة الشديدة واضطر لمغادرة السباق مبكراً فى واحدٍ من سباقات التتابع التى تعنى أن يتناوب سبّاحان السباحة كل ساعة، واستمر أبو هيف فى مواصلة السباحة لمدة 29 ساعة ونصف الساعة، وبسبب هذه النتيجة غير المسبوقة التى حققها فى هذا السباق أعلن الاتحاد الدولى أن البطل المصرى هو أعظم سباحٍ فى التاريخ فى سباقات المسافات الطويلة، وفاز بلقب سباح القرن، متفوقاً على أستاذه البطل المصرى العالمى إسحاق حلمى - أول عابرٍ للمانش - الذى اتخذه مثالاً له، وكان له فضل عليه فى مشواره الرياضي.

ومن المواقف الإنسانية النبيلة التى تُذكر للسباح العالمى عبد اللطيف أبو هيف تبرعه بجائزته المالية «1000 جنيه إسترلينى» عن سباق عام 1955 لأسرة السباح الإنجليزى «ماثيو» الذى غرق فى «المانش» فى نفس السباق عام 1954 وترك وراءه 4 أطفال وقيمة الجائزة فى ذلك التاريخ كانت تشكل ثروة كبيرة. 

بعد أن حفر البطل المصرى العالمى عبد اللطيف أبو هيف اسمه بحروفٍ من نور وبريق من الذهب، قرر اعتزال السباحة عام 1973 وهو فى الخامسة والأربعين من عمره، بعد تعرضه لأزماتٍ صحية جعلته يخضع لعملياتٍ جراحية، ورفض السفر للعلاج بالخارج على نفقة الدولة قائلاً: «علاجى موجود فى بلدى مصر، والأطباء المصريون على درجة عالية من الكفاءة وإذا قُدر لى الموت فإننى أفضل أن أموت على فراشي»، عاش البطل المصرى الذى يفتخر به كل مصرى حتى بلغ 79 عاماً، صارع المرض فى سنواته الأخيرة حتى لقى ربه فى 21 أبريل 2008، تاركاً خلفه رصيداً من البطولات التى حققها لمصر، ونال بها حفاوة خاصة من الملك فاروق والرئيس محمد نجيب والرئيس جمال عبد الناصر الذى كرمه بوسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1960.

من «الموسوعة الرياضية»