بدون تردد

الإعصار.. والزلزال (١)

محمد بركات
محمد بركات

مهما قيل فى كل الفضائيات والبرامج والمشاهد التليفزيونية والإذاعية، فى وصف ما جرى وحدث خلال كارثة وفاجعة الإعصار «دانيال» الذى أطاح بأمن وأمان وأرواح وممتلكات الشعب الليبى الشقيق، وما جرى قبله بيومين خلال كارثة الزلزال الأطلسى، الذى هز المملكة المغربية الشقيقة،...، سيظل القول عاجزاً عن الإلمام بحقائق المأساة الإنسانية، التى جرت أمام أعيننا وأعين العالم كله وسط ذهول مروع من الكل.

فلم نكد نحاول لملمة أنفسنا لاستيعاب ما جرى من مأساة فى جبال أطلس المغربية الشقيقة، إذا بنا نصدم بهول المأساة الخارجة عن نطاق التصديق التى جرت وتجرى وقائعها على مبعدة قريبة منا فى الشرق الليبى.

ومهما حاولنا وصف ما جرى وما كان وكيف اختفت بيوت وعائلات ومدن وقرى وبلدات ليبية فى لحظة بعد أن جرفتها المياه إلى البحر، سيظل ذلك قاصراً عن الإلمام بحقيقة ما جرى وعاجزاً عن التعبير عما حدث.

وستظل قدرتنا نحن البشر على التخيل والاستيعاب أقل كثيراً جداً من الإحاطة، أو حتى الاقتراب من الإحاطة بالحدود الضيقة، وتلك التى يمكن أن تصل إليها تصوراتنا القاصرة لقدرة الله العظيم.

فمن كان يمكن أن يتصور أو يتخيل المأساة فائقة الوصف، التى جرت وقائعها فى الشرق الليبى مساء الأحد وفجر الاثنين الماضى، عندما أحاط الإعصار أو العاصفة «دانيال» بالشواطئ الشرقية لليبيا، قادما من اليونان وتركيا بعد البرتغال، عبر البحر المتوسط مصحوباً بقوة تدميرية هائلة وكاسحة، تطيح بكل ما يواجهها ويحوله فى لحظة إلى أثر بعد عين.

وإذا ما أردنا الحقيقة والواقع فيجب أن نقول بكل صراحة ووضوح اعتماداً على المستوى الإنسانى القاصر، إنه مهما جنح بنا الخيال أو اشتط بنا التخيل وتعدينا حدود الواقع الذى يمكن تصور حدوثه أو وقوعه، فى أى لحظة من اللحظات، فلا يمكن أن نصل أو حتى نقترب من حدود ما جرى وما وقع بالفعل، فى مدينة درنة الليبية وما جاورها من مدن مثل البيضاء وغيرها.

«وللحديث بقية»