الشفق القطبي ينشط قبل الاعتدال الخريفي 

الشفق القطبي
الشفق القطبي

يبعد النصف الشمالي من الكرة الأرضية عن الاعتدال الخريفي 2023 أسبوع واحد فقط وهذا يعني شيئًا واحدًا حدوث ثغرات مؤقتة في المجال المغناطيسي للأرض. 

 يعرف العلماء منذ فترة طويلة أنه خلال الأسابيع القريبة من الاعتدالين تتشكل ثقوب في الغلاف المغناطيسي للأرض عندها يمكن للرياح الشمسية أن تتدفق خلال تلك الثغرات لتحدث عندها اضواء قطبية ساطعة. 

 الكرة الأرضية محاطة بحقل قوة مغناطيسية عبارة عن فقاعة في الفضاء تسمى "الغلاف المغناطيسي" بعرض عشرات آلاف الكيلومترات وهذا الغلاف المغناطيسي يحرف إبرة البوصلة هنا على سطح الأرض وهو في غاية الأهمية حيث يعمل كدرع يحمينا من العواصف الشمسية. 

 إن الفرصة مهيأة خلال الأيام القادمة لظهور أضواء الشفق القطبي في السماء طوال الليل و يمكن أن تكون بلون وردي غير معتاد، فنحن نعلم بأن معظم الشفق القطبي يتوهج بلون اخضر ناتج عن الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس وتضرب ذرات الاكسجين على ارتفاع من 100 إلى 300 كيلومتر فوق سطح الارض.

 اما اللون الوردي فهو يظهر عندما تنخفض الجسيمات المشحونة إلى ارتفاع غير معتاد وتضرب جزيئات النيتروجين على ارتفاع 100 كيلومتر او اقل، وخلال هذا الوقت من العام حتى تدفق بسيط من الرياح الشمسية يمكنه أن يخترق الدفاعات المغناطيسية لكوكبنا.  

يسمى هذا تأثير " راسيل - ماكفيرون" نسبة للعلماء الذين شرحوه لأول مرة حيث يتم فتح "ثغرات " بواسطة الريح الشمسية نفسها نتيجة لتعارض الحقول المغناطيسية داخل الرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض، فالشمال والجنوب تلغي جزئياً بعضهم البعض ويفتح "صدع"، ويمكن أن يحدث هذا الإلغاء في أي وقت من السنة لكنه يحدث بتأثير اكبر قرب الاعتدالين.

اقرأ أيضًا| لعشاق رصد النجوم شاهد بنفسك الـ 48 ساعة القادمة حزام درب التبانه

 تظهر دراسة مدتها 75 عاما أن شهر سبتمبر هو واحد من ح الشهور النشطة جيومغناطيسياً في السنة وهي نتيجة مباشرة لحدوث "ثغرات الاعتدال". 

 لحسن الحظ فإن هذه الشقوق لا تكشف سطح الأرض للريح الشمسية فالغلاف الجوي يحمينا حتى عندما لا يقوم بذلك مجالنا المغناطيسي، علما بأن تأثير العواصف الشمسية يكون بشكل رئيسي في أعلى الغلاف الجوي وفي منطقة الفضاء حول الأرض حيث تدور الأقمار الصناعية ولا توجد أي خطورة على الناس ابدا.