بيزنس «تساقط الشعر»| سوق الكوافيرات.. و«مافيا الباروكة»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

انتهزت صالونات التجميل الشكوى المتكررة من النساء حول مشاكل الشعر التى لا تنتهى وأصبحت تُدخل العديد من التقنيات الحديثة بغرض تقديم العلاج فى عدة جلسات مستعينين بعبارات جذابة تجعل المستهلكين يتسابقون للحصول على هذه الميزات السحرية.  

◄ بعض الصالونات تجمع الشعر «المقصوص» وتبيعه بالكيلو!

محمود الدجوي، رئيس شعبة الكوافير ومستحضرات التجميل بالغرفة التجارية بالقاهرة، يقول إن طرق العناية بالشعر والاهتمام به من أكثر الأسباب التى أدت إلى انتعاش سوق صالونات التجميل بنسبة تتعدى 40% عن العام الماضي، خاصة بعد إدخال العديد من أنواع مستحضرات العناية بالشعر والتى تعتقد الكثيرات أنها تعالج الشعر لكنها للأسف الشديد قد تكون سببا رئيسيا لتساقطه وتلفه.

◄ الفرد بالبروتين
ويشير الدجوى إلى أن فرد الشعر بالبروتين من أكثر ما يقبل عليه النساء فى الوقت الحالى حتى أنه يشهد 50% إقبالاً زائداً عن العام الماضي، وذلك بالرغم من ارتفاع تكلفته التى تتعدى الـ2000 للشعر القصير وقد تصل إلى 4000 للشعر الأكثر طولا، وقد يكون أقل تكلفة من ذلك فى بعض الصالونات التى تستعمل منتجات رديئة، هذا بالإضافة لما يحتاجه الشعر من شراء مجموعة عناية كاملة للشعر المعالج بتكلفة تصل بحد أدنى إلى 600 جنيه.. وللأسف على الرغم من ارتفاع التكلفة والتى تحتاج إلى إعادة تجديد كل 6 أشهر على الأكثر، إلا أن البروتين يعد من أكثر المواد التى تلحق ضرراً بالغًا بالشعر ويكون سببًا رئيسيًا فى تساقطه مما يحتاج تكلفة إضافية لعلاجه فيما بعد.

◄ وعالم الصبغات  
وتحدث الدجوى عن عالم الصبغات والتى زادت بها الأسعار أكثر من 60% نتيجة ارتفاع سعر الدولار واستيراد المواد الخام، ويقول حتى الآن لا توجد صناعة محلية للصبغات فى مصر مما جعل الكثيرات يعزفن عن القيام بها أو على الأقل يقمن هن بشرائها بأنفسهن وتطبيقها فى المنزل توفيرا للنفقات، حيث إن تكلفة الصبغة بمكوناتها الإضافية تصل إلى 400 جنيه، ويحصل مركز التجميل على نفس الرقم مقابل الخدمة مما يجعل التكلفة النهائية تصل إلى ما يقرب من 1000 جنيه، وهذا الأمر أصبح ينطبق على قص الشعر الذى يتعدى الـ100 جنيه لتسوية الأطراف المتقصفة فقط، وغير ذلك فيزداد المبلغ وفقًا لسياسة المكان، مما جعل كثيراً من النساء يقمن بذلك فى المنزل بأنفسهن وللأسف قد يتعرضن لإفساد مظهر الشعر.

◄ اقرأ أيضًا | «الزراعة» للجميع!| الرجل يتخلص من الصلع.. وحواء تجدد حواجبها

◄ البلازما والديرما بن
ويحذر رئيس شعبة الكوافير من الانخداع وراء المسميات التجميلية الجراحية التى أصبح يقوم بها مراكز وصالونات التجميل بدلا من المراكز الطبية المتخصصة، وأبرزها حقن البلازما وتوريد الشفاه والديرما بن، وهذه جميعها تقنيات تعتمد على الوخز بالإبر لحقن الفيتامينات بالجسم، لذا لابد من طبيب متخصص للقيام بها، لتجنب الأضرار الصحية الكبيرة التى قد تحدث جراءها بسبب عدم اتباع قواعد التعقيم اللازم والتى يمكن أن تتسبب فى نقل عدوى بكتيرية، كما أنها قد تصيب الجلد بالتورم نتيجة الحقن الخطأ بتركيزات زائدة.

◄ الباروكة بالجرام
وتابع الدجوي: انتشر أيضا سوق الباوركة مؤخرا بشكل كبير بين النساء اللاتى يعانين من تلف وتساقط الشعر ويفضلن التغيير من وقت لآخر، حيث تعتبر الباروكة الحل الأمثل والسريع للظهور بإطلالة جذابة وجميلة باستمرار وتوفير عناء الذهاب لصالونات التجميل لاختيار القصات المناسبة. 

ويتوافر فى الأسواق نوعان من البواريك، منها باروكة الشعر الصناعى التى يتم صناعتها من الألياف الصناعية ويتم صبغها بألوان جذابة مع توافرها فى أشكال عديدة للقصات لتناسب مختلف الفئات خاصة أن سعرها مناسب ويتراوح من 200 - 400 جنيه.

أما باروكة الشعر الطبيعى فتتوافر لفئات معينة ميسورة الحال والتى تصل فيها التجارة إلى المليارات، وذلك لأنها تباع بالجرام حسب وزن الشعر والجزء المطلوب منه كـ«القصة أو الاكستنشن أو ذيل الحصان أو الباروكة الكاملة»، ويباع سعر الجرام الواحد بـ30 جنيها مما يجعل سعر الباروكة الكاملة يصل إلى 30000 جنيه، مشيرا إلى أن التعامل بالشعر الطبيعى يعد «مافيا» له سوقه الخاص، ويعود ذلك للقوانين التى تجرم دخول الشعر الطبيعى فى مجال التصنيع باعتباره عضواً بشرياً لا يمكن الاتجار به، علما بأن جميع الأنواع المتوفرة فى الأسواق تأتى مهربة من الخارج من بلاد الهند وباكستان وأندونيسيا والصين، كونهم يشتهرون بالشعر الطويل الناعم والذين يقومون بقصه بشكل محترف لبيعه لصناع البواريك.

ولم يتوقف الأمر على التهريب فحسب، وإنما بعض أصحاب صالونات التجميل معدومى الضمير يقومون بالتحفظ على أجزاء من شعر المستهلكين أثناء القص حتى يتم تجميع كمية لا بأس بها لتباع بسعر 3000 جنيه للكيلو الواحد لمسئولى التصنيع.

ونوه إلى أن أبرز محلات بيع البواريك تتواجد فى منطقة العتبة ووسط البلد بالإضافة للمولات التجارية الكبرى، واختتم حديثه محذرًا من استخدام الباروكة بكثرة كونها من الأدوات التى تسبب تساقط الشعر بسبب تغطية الشعر لفترة طويلة مما يفقده التنفس والتغذية التى يحتاجها مما يعرضه للتلف والتقصف، فضلا عن أنها قد تحمل عدوى أو ميكروب تنقلها لفروة الرأس وتسبب مشاكل مرضية.

◄ للرجال نصيب من «البيزنس»
ويوضح الدجوي، أن صالونات الحلاقة الرجالي أصبح لها نصيب أيضا من «بيزنس» العناية بالشعر، فمنذ الـ10 سنوات الأخيرة وازداد الإقبال بشكل ملحوظ على صالونات الرجال خاصة بعد توافر طرق عناية شاملة للشعر بها، مثل القصات الحديثة التى يفضلها الشباب بالإضافة للصبغات وفرد الشعر، وأصبح هناك دراسات للقيام بقصات الشعر للرجال لتحديد شكل «التسريحة» المناسبة لكل وجه، مما زاد تكلفة الحلاقة بشكل ملحوظ حيث تبدأ من 100 جنيه للحلاقة العادية وتزداد الضعف للقصات الحديثة، لذا نجد أن بعض الرجال أصبحوا يفضلون شراء أجهزة حلاقة منزلية توفيرًا للنفقات، لكن للأسف الشديد من الصعب أن يقوم الرجل بالحلاقة لنفسه ورؤية جميع جوانب الرأس مما قد يفسد مظهره ويضطر لإزالته للدرجة الأولى أو نهائيا.

ويشير إلى أن تكلفة الصبغات للشعر الرجالي لا تقل عن 150 جنيهاً وفرد الشعر يصل لـ200 جنيه أو أكثر حسب سياسة المكان، بالإضافة لتجارة بيع الكريمات المخصصة لكل «قصة» بمبالغ ضخمة.